Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

هل «الشورى» جاد فيما طلب من التعليم؟!

A A
مجلس الشورى مع ما يقوم به أعضاؤه من جهود يشكرون عليها إلا أنه يُواجه بعدم معرفة المجتمع بدوره وما يقوم به أو بعبارة أدق أن المجتمع لا يرى فيه مكاسب سريعة له خاصة في الأمور التي تخص حياته المعيشية مع العلم أن أعضاءه وجهازه بأكمله مسخر للقيام بعمل مهم ويعد من أكبر الأدوار التي يستفيد منها المواطن وهو تقييم أداء الوزارات والجهات الحكومية وتفرغ الأعضاء وفقًا للجان متخصصة إلى دراسة الأداء وإبداء الملاحظات الجادة لأنه في الأساس مجلس ليس تشريعي ولا يملك سلطة إصدار قرارات حيث دوره مُقيم للوزارات وأجهزة الدولة المختلفة وبالتالي فإن أداءه وعطاءه يسري تصحيحًا وإيجابية في عضد تلك الوزارات والجهات دون أن يشعر بها المواطن وتحول التعديلات والاقتراحات إلى مجلس الوزراء لأخذ الموافقة عليها كما أن مجلس الوزراء يحيل إليه ما يراه من أمور تهم المجتمع والمواطن لدراستها وإبداء الرأي فيها.

اتحدث هنا عن الدراسة بالفصول الدراسية الثلاثة في الجامعات والكليات الذي أقرته وزارة التعليم في ما يخص التعليم العالي الذي طلب مجلس الشورى في جلسته الأخيرة من وزارة التعليم تقييمه وإعادة النظر فيه، ولا أدري هل السادة الأعضاء في مجلس الشورى جادون في هذا الطلب والتوصية أم أنها مجاملة للناس والمجتمع وتسجيل موقف وكسب مودة؟

أقول هذا لأن الطلب بهذه الصيغة كان مفاجأة ليس في محلها وجاءت التوصية كأنها استجابة لما يطلبه الجمهور فقط، أكثر من أن يكون طلبًا فيه تجربة وملامح دراسية تقوم على أسس علمية، وإلا كيف يطلب من الوزارة إعادة النظر في قرار لم تبدأ تجربته، واعتقد أن أمرًا كهذا وبهذه الكيفية لا يعد من التقييم لقرارات وزارة التعليم بل هو تدخل مبكر في منظومة أعمالها.إن تجربة الدراسة بالفصول الثلاثة موجودة ومقررة عالميًا في بعض الجامعات والكليات والوزارة عند إقرارها في الجامعات لم يكن ذلك من فراغ، والجامعات كل سنة ترفع للوزارة تطلب فصولاً صيفية لمساعدة الطلاب على التخرج، يعني تطالب بفصل دراسي صيفي الذي هو في حقيقته فصل ثالث وكل الذي عملته الوزارة هو أنها أقرت دراسة الفصل الصيفي كفصل ثالث مع شيء من إعادة ترتيب الأوقات والإجازات للفصول الدراسية الثلاثة وإتاحة الفرصة للطلاب من الدراسة أيام الصيف، وكان من الطبيعي جدًا أن يطالب مجلس الشورى وزارة التعليم بتقييم تجربة العام الماضي في ما يخص موضوع الدراسة بالفصول الدراسية الثلاثة على مستوى التعليم العام في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ومعرفة ما له من إيجابيات وما عليه من سلبيات وأن تشمل الدراسة أمور التحصيل الدراسي ومدى استيعاب الطلاب والطالبات كما تشمل إيجابية أو سلبية الإجازة الطويلة لمدة تزيد على أربعة أشهر في النظام القديم أو توزيعها على فترات متعددة في نظام الفصول الدراسية الثلاثة لأن الإجازة الطويلة تسبب مللاً وفراغًا لدى الأبناء والبنات في البيوت وكذا سلبية امتداد الدراسة لفصل ثالث أيام الصيف حيث تكون الحرارة شديدة جدًا والطلاب والطالبات الصغار بحاجة إلى وقت للترفيه وإقامة المراكز الصيفية والترفيهية فيكون غير مناسب استمرار الدراسة بنظام الفصول الدراسية الثلاثة في التعليم العام، وهكذا فإن ملامح السلبية والإيجابية على الدراسة بالفصول الثلاثة على التعليم العام هي التي يمكننا الحكم عليها بالاستمرارية أو لا، وفق تجربة واضحة النتائج بيِّنة الأسباب، أما دراسة الجامعات والكليات فمن المبكر مطالبة وزارة التعليم بتقييمها أو إلغائها، وما قد يكون مناسباً للتعليم العام قد يكون عكسه للتعليم العالي حيث إن الجامعات يحتاج الطلاب فيها لأوقات للبحث العلمي ومشاريع التخرج البحثية ويجب على الجامعات أن لا تقفل معاملها ومستشفياتها فترة طويلة كما أن المجتمع الجامعي ينبض بالحيوية حيث يمكن الاستفادة من المرافق الرياضية والأندية المتخصصة (ثقافي ومسرحي....) بوجود فصل دراسي للطلاب والطالبات فالوضع يختلف تمامًا عن التعليم العام الذي قد يكون من غير المناسب له الدراسة بالفصول الدراسية الثلاثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store