Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

قلقٌ عقلي

A A
- تعاسةُ الإدراك.. أم سعادة الجهل؟!. قلقُ البحث عن الحقائق.. أم راحة الأوهام؟!. نقمةُ العقل.. أم نعمة البلاهة؟!. التفكير في الحياة.. أم ممارستها دون تفكير؟!.

- أنت في معظم الأوقات، تقبل بإجابات يرضى عنها المجتمع، لا العقل والمنطق أو القلب والضمير.. لذلك أنت مضطربٌ، قلقٌ، تائهٌ، مشوّشٌ ومُتململ.

- ينتابنا الحنينُ لأيام الطفولة، نتيجة الشعور بالخفّة من أيّ أثقال ماضية وأحمال سابقة.. إنها فترة خفيفة من العيش في الحاضر، دون ندم الماضي ولا قلق المستقبل.

- يختلف الإنسانُ عن الحيوان في كونه قلقاً، فهو يحاول التوفيقَ بين عقله وغرائزه، وبين أخلاقه ونزواته.. ولذا ينتابه القلق والتوتّر.. أمّا الحيوان، فينطلق بتلقائيةٍ وراء شهواته وغرائزه غيرِ العاقلة، فلا ينتابه القلق أبداً.

- تكمنُ معضلةٌ نفسيةٌ اجتماعيةٌ عويصة في قول الكاتب (آلان دو بوتون) في كتابه «قلق السعي إلى المكانة»: «ربّما يظلّ الاحتياج رقم واحد على رأس أولوياتنا، أن ينظرَ الآخرون إلينا بعين الرّضا».

- العقل يُسرف في الاحتفال والصّخب والانغماس في ضجيجِ الأفكار.. تاركاً القلبَ وسائر البدن في حالة قلقٍ وأرق. يقول الفنّان المسرحي (موليير): «يقضي الناسُ مُعظم أوقات حياتهم، يأكلهم القلق على أمورٍ لن تحدث».

- ستتحمّس كثيراً للتعرّف على أشخاصٍ جُدد، والاختلاطِ بالناس.. لا بأس، انطلق.. فهذه هي الطريقة الأمثل للتعلّم والاختبار، والصبر على الأذى، والمرورِ بتجارب جيّدة وأخرى كثيرة قاسية.. والتأكّد من أنه لن يفوتك شيءٌ مُعتَبر؛ عندما تقرّر اعتزالهم وما يؤذيك جميعاً، ثم تموت في هدوء!.

- سلوكيّات تخفّف من القلق: تقبّل حقيقة أنّ الدّنيا معبرٌ صعب.. عدم التردّد في قول «لا» لما يؤذيك.. التفاعلُ الهادئ مع الأحداث والرضا بالقضاء.. تعلّم فنّ التجاهل والتغافل والتغابي.. سلوكيّات الاسترخاء التعبّدية وجبر الخواطر.. الموسيقى، والرياضة، والنوم الجيّد، والصمت، والقراءة، و»الفضفضة».

- وختاماً، كثيرون يحتاجون تناول مضادات الاكتئاب والقلق، لكنّهم لا يعلمون ذلك، أو غير مُقتنعين بها، أو يرفضونها بسبب خوفٍ وتوجّس.. على الرّغم من فعاليتها وجدواها وأمانها حين تناولها بإشراف الطبيب المُختص.. أرجوك، لا تتردّد.. لا تتردّد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store