Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

إجازة في ربوع وطني

A A
في إجازة قضيتها في ربوع وطني بعد الحج، لم أكن أتوقع بأنني سأعجب بأجواء وطبيعة بعض المناطق السياحية في بلادنا، وعلى وجه الخصوص في فترة الصيف، برفقة أخي الأستاذ الدكتور أسامة جنادي، رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وزميلي الدكتور علي الخبتي وكيل الجامعة للخدمات الرقمية، قمنا بزيارة من مدينة جدة إلى منطقة الباحة، وهنا لابد أن أُسجِّل في مقالتي اليوم إعجابي بطبيعة منطقة الباحة وأجوائها، التي بحق تنافس أجواء سويسرا، أما ضيافة وكرم أهل الباحة، فلا مبالغة لو قلت إنهم على قائمة أهل الكرم. وفي الطريق إلى الباحة توقَّفنا في بلاد زهران، بلاد الكرم، وبلاد الطبيعة الخلابة، في بداية الطريق إلى الباحة، أعالي الجبال المشرفة على سهول وعلى هضاب جميلة، بيوت قد انتشرت في كل مكان، بناء حديث متميز عرفت أنها لأهل هذه المنطقة المغتربين في جميع أنحاء المملكة، ضيافة وكرم وإلحاح شديد من قِبَل أهالي قبيلة زهران، كل من رآنا دعانا إلى دعوة عشاء أو غداء، وكل من توقَّف بجانبنا قدَّم لنا ضيافة خاصة من القهوة والتمر، أخلاق عالية منهم، أكملنا طريقنا للباحة، لنقضي ثلاثة أيام في فندق، ضمن الفنادق التي أفضلها في سويسرا، وهو فندق سويسري/ سعودي الإدارة والتشغيل، وأثناء تنقَّلنا بين جبال الباحة المترامية الأطراف، المرتفعة الشاهقة شموخ أهل الباحة، شموخ غامد وكرم أهلها، وجدتُ كرماً آخر، عرفونا بأشكالنا بأننا ضيوف على الباحة، في كل مكان نقف فيه نجد منها مَن يُقدِّم لنا الدعوة ويستضيفنا، ويُصمِّم على دعوتنا على العشاء أو الغداء، وقد وصلت الخدمات إلى قمم الجبال الشاهقة من إنارة وطرق ومواقف ومنتزهات، حتى خدمات البلدية وصلت إلى أعلى جبل في الباحة.
شكراً لكل أمير أتيحت له الفرصة لخدمة الباحة، وشكراً لقيادة المملكة التي وفرت كل الإمكانات، شكراً لهيئة السياحة وهيئة الترفيه لاهتمامها بهذه المناطق؛ التي لديها فرص كبيرة للاستثمار في مجالاتٍ متعددة، سواء في الفنادق ذات الخمس نجوم، أو المنتجعات السياحية، أو مراكز الاستشفاء. إن ما رأيته من أهل الباحة من كرمٍ وضيافة، يدفعني بأن أُسجِّل لهم كلمات شكر وتقدير على تلك الروح العالية جداً؛ في استضافة زوّارهم، وكرمهم من الصغير إلى الكبير، وخُلقهم العالي، فشكراً لهم، وشكراً للدولة التي وفَّرت تلك الطرق التي بين الجبال والسهول والهضاب، والتي أُنْفِق عليها البلايين لبناء الكباري والأنفاق، وتحويل تلك الجبال إلى ممراتٍ آمنة سهلة التنقل، تربط مناطق المملكة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store