Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اختر نكهتك

اختر نكهتك

A A
الدنيا حلوة خضراء ولها رونق ساحر مبهج تراها في كل مرة تفاجئك بملذاتها ومتاعها، وفيها من أطياف المتع الكثير منها الروائح والألوان والأشكال والنكهات و... و.. وكل شيء حولك ممتع، أما أنت ففيك الجمال اللا نهائي.. قد تظن أحيانًا أنك ملكت من سحرها الشيء الكثير ومازالت تفاجئك بالمزيد، فتدرك أن هناك المزيد والمزيد من سحرها الأخاذ، ويتضاعف جمالها عندما تتذوق جمال المعنى فيك.

يا ترى من الذي يتودد لي أنا الإنسان، بكل هذه الأمور؟!.. إنه الخالق البديع انه الودود جل في علاه.

لن نستطيع أن نحصي كل النعم ونتأمل جمال وده جل جلاله فيما أكرمنا به، لذا اخترنا إحداها لنبحر سويًا متأملين جمال وده عز وجل فيها، سنبحر في تلك العلاقة التي أهداها الله تعالى لأبينا آدم وورثها أبناؤه، تلك الصلة التي تعد أول الصلات الإنسانية وأوسعها على الإطلاق فمنها تتكون بقية العلاقات الإنسانية.

فلم تكن أيها الإنسان مثل أبيك مرفها، كان عليك البحث عمن يرضيك ويشاركك في رحلة حياتك.. لذا تحتاج أن تتعرف على ماهية الزواج؟! ولما ترغب بالزواج؟! لماذا تقبل التشابه مع الحيوان في التزاوج؟! لماذا لا يكون لك نكهةٌ خاصة؟! ولماذا لا تتميز عن أي تزاوج إنسان آخر؟!

فالزواج تلك العلاقة التي تشير إلى الزوجية والثنائية في كل شيء فالكون ثنائي، وهذه الثنائية تخبرك بأنك فرد ستجد نصفك المتمم لك في رحلة وجودك.. قد يظن البعض أن غاية الزواج الإنساني فقط تكاثر البشرية والحفاظ عليها من الانقراض، وإن كان كذلك فلماذا لا يكون التكاثر عن طريق الانشطار وهو يفي بالغرض؟! أو كما علمنا عن تلك الأرحام التي تؤجر أو البنوك الخاصة بالتخصيب هذا إذا كان الهدف فقط هو التكاثر؟!

إذن أتساءل ما هو هدف الزواج؟!

إن الزواج من أهم المحطات في رحلة وجودك ومن أسمى وأرقى أنواع العلاقات وترقيك إلى دور المربي والمعلم، إنها مراحل تساعدك على ملاقاتك مع ذاتك إن أحسنت إدراكها.

في الزواج تُتمم أنت والطرف الآخر بعضكما، فتتعلما عزف نغماتكما الخاصة بانسجام موسيقي تسمو فيه أرواحكما وأجسادكما فتصعدا على ذواتكما، وكلاكما يدرك أن سعادته بيديه وإنما الطرف الآخر هدية الودود جل جلاله ليضيف نكهته الخاصة، فتكتمل بينكما موسيقى السعادة بكل عناصرها.

في هذه العلاقة سر عجيب، فهي علاقة لا تشبه أي نوع من العلاقات الأخرى، وإنما هنالك علة جوهرية ووحيدة ولكنها واسعه تسع لبقية الأسباب ويشملها التكاثر.. ألا وهي السكنى، تلك العلة الواسعة للزواج والتي يكمن فيها جماليات تجليات الودود عز وجل.

لنكتشف سر السكنى العجيب نحتاج للتأمل عن معنى السكنى؟ ولماذا السكنى سبب للزواج؟! وماذا تضيف للإنسان؟!

السكنى هي حالة السكون التي تخرجك من الاضطرابات وصرصرة النفس إلى التوقف عن الحركة وضجة الأصوات والفكر وأمواج النفس المتلاطمة، فتسكن الروح وتسكن النفس ويسكن الجسد فتصل للأمان والهدوء والراحة وطمأنينة النفس وعلاج للآلام وتخفيفها وتربيت حاني للملمة الشتات فتحصل الراحة المطلوبة، ومن ثم ٌتشحن طاقتك وتستأنف نشاطك وانتاجك للعطاء وتضيف المزيد والمزيد من الجمال على كوكبنا الأرض.

حينها فقط تتكون البيئة المناسبة للحب والحرية والمسؤولية وتكونا في حاله من التناغم العطائي، ويتربى الأبناء في هذه البيئة السليمة الصحية ليخرج فردًا من إنتاجكما قويًا مفعمًا بالحب والمسؤولية والابتكار.

ولتتحقق هذه الصورة الرائعة من السكنى تحتاج أن تتعلم وتتفكر وتعمل في أسرار الود والرحمة وتتأمل في كيفية تقديمهما بطرق متنوعة ومبتكرة ومتناسبة مع كل زوج حسب ميله.. إن محاولات بحثك وتطبيقك لحفاظك على بيئة أُسرية محبة وصحية، هي من تجليات اسم الودود فيك وهنا تكون في مرحلة من مراحل النمو لتجربتك التزاوجية.

قد يظن البعض أن الزواج نوع من القيد للحرية وللعلم وللمعرفة وللفن، إلى أن يأذن الله تعالى بأن تفتح نافذة على القلب والفكر لتنير ما كنت تجهله عن هذه الآية والعلاقة السامية التي تُكمل رحلة وجودك نحو ملاقاتك مع ذاتك الحقيقة والاستمتاع بها.

عزيزي القارئ ابتكر معناك الخاص لخوض تجربتك الزوجية.. مع تمنياتي لك بزواج سعيد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store