Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

حفاوة شركة مطوفي جنوب شرق آسيا

A A
‏انتهى موسم الحج بحمد لله وتوفيقه بنجاحٍ كبير، شهد به القاصي والداني من عامة الحجاج وخاصتهم، من الدبلوماسيين وبعثات الحج، بل وحتى من أقطاب الدنيا في محطات التلفزة العالمية العربية والإسلامية، التي نقلت شعائر الحج والجهود الكبيرة والجبارة التي تُقدَّم من حكومة المملكة في كافة القطاعات، وأنه لا تستطيع دولة في العالم تقديم تلك الخدمات، الصحية والأمنية والتنظيمية والإنسانية، بذلك الزخم.

وسأتحدث عن شركات الطوافة التي واجهت تحديات الجائحة، وعدم العمل لأكثر من عامين، وما ترتب على ذلك من انقطاع ‏للعوائد، والحرمان النفسي من حب العطاء لخدمة ضيوف الرحمن، فهم مَن توارثوا الخدمة من آبائهم وأجدادهم، فانتقلت عدوى العشق إلى الأجيال الجديدة.

‏وجاء موسم حج عام 1443 ليُعوِّضهم جزءاً مما فقدوه، فاستلوا العزائم، وصمموا على النجاح؛ ‏فحفروا الصخر لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن؛ فبالرغم من استلامهم للمواقع في المشاعر المقدسة يوم 1‏/12/ ١٤٤٣هـ، إلا أنهم سابقوا الزمن، وواصلوا الليل بالنهار، لتكون كافة الخدمات على أتم استعداد: في البنى التحتية، والفرش، والتكييف، والإعاشة والتأكد من التمديدات الكهربائية، وتوفير المياه.. وغيرها من الخدمات، فلم يصل الحجاج إلى منى للتروية، حتى كانت المشاعر المقدسة على أهبة الاستعداد، ممتثلين بقوله تعالى: وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ . نعم إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من إكرام ‏ضيفه، وهو عربون مجاورتهم للبيت العتيق.

وبعد هذا النجاح، كان لابد من الاحتفاء، وهو ما قامت به شركة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا يوم الأحد ٢٥ /١٢ /١٤٤٣، حيث تشرفتُ بحضور الحفل بدعوة كريمة من المشرف على العلاقات العامة والإعلام، عضو مجلس الإدارة الأستاذ/ محمود دمنهوري، وكان بعنوان (حفاوة)، والكلمة تعني الاستقبال بحب وبهجة وإكرام؛ وهو ما لمسه جميع الحضور، وخاصة من مكاتب شؤون الحجاج وبعثات الحج؛ من حفاوة وكرم الضيافة.

‏بل كان تنظيم الحفل على أرقى المستويات التنظيمية، فالحفل الخطابي لم يكن مملاً من كثرة الشخصيات المتحدثة، من سعادة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ/ عدنان مندورة، ثم الرئيس التنفيذي/ الأستاذ وليد الرشيدي، وكلمة د. عثمان إدريس المشرف على أعمال المشاعر المقدسة، وكلمة مدير مكتب إدارة المشاريع د. حاتم مختار، وكلمة المشرف على وحدة العلاقات العامة والإعلام؛ فلم تكن الكلمات متوالية، فيصيب الحضور الملل، بل كانت تتخللها فقرات ثقافية تراثية، حيث ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد؛ احتفاء بالنجاح، وإنجازات الشركة، وتراث وطني يتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ‏في برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي ينص الهدف الثالث منه: «إثراء التجربة الدينية والثقافية لضيوف الرحمن».

‏ومع ذلك كانت الكلمات مشوقة وهادفة؛ كلٌّ يتحدث عن تجربته في قيادة العمل في الموسم، والتحديات والنجاح لحج استثنائي. وألهجت ألسنة الجميع بالشكر للقيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على ما أولوه من عنايةٍ ودعم مباشر، بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، مما سهل لهم سبل النجاح. بل أجمعوا على شكر معالي الوزير توفيق الربيعة، ومعالي النائب الدكتور عبدالفتاح مشاط على جهودهما وتوجيهاتهما، وشركة كدانة على ما وفرته من خدمات الكهرباء ودورات المياه التي ساهمت في الاستحواذ على رضا الحجاج. وكل ذلك ترجم باللغة الإنجليزية وبلغة الملايو، وهي السائدة في جنوب شرق آسيا، على الشاشة.

‏وأما تصميم الصالة، فقد أخذ الطراز المكي الثقافي (الكروتيات)، فنظمت جلسات الدول كلٌّ على حده: إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، تايلاند، بروناي، الصين واليابان.

وسعد الجميع بتقديم السلام الوطني السعودي في بداية الحفل، ثم الأناشيد الوطنية لكافة الدول التي تم خدمتها، مما كان له أكبر الأثر في نفوسهم وشعورهم بالحفاوة.

‏بل تخلل الحفل مقتطفات وثائقية لأفلام عن جهود وإنجازات الشركة، وعن تاريخ مكة والحج، ومقطوعات حية ثقافية للفن السعودي من فرق متخصصة في العرضة ‏النجدية، والخبيتي، والينبعاوي، والعسيري، شارك فيها الحضور.. لتعريفهم بالثقافة السعودية المتنوعة من ‏شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى وسطها وجنوبها.

لقد كان حفلاً رائعاً جسد عزائم الرجال وطموحات الشباب، وحماس النساء، في العمل لخدمة ضيوف الرحمن، فالحمد لله على توفيقه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store