Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيرة والجن... بطولات منسية ضد الاحتلال الإنجليزي

كيرة والجن... بطولات منسية ضد الاحتلال الإنجليزي

قدم خلطة جمعت بين الأكشن والغموض والإثارة

A A
نال فيلم «كيرة والجن» استقبالاً جيداً من الجمهور والنقاد فقد قدم خلطة جمعت بين الأكشن والغموض والإثارة إلى جانب مشاركة توليفة مميزة من كبار النجوم، وقصة محكمة تحدثت عن وطنية المصريين ضد الاحتلال الإنجليزي فترة ثورة 1919 بقيادة الزعيم الراحل سعد زغلول، وحتى عام 1924.

حقق الفيلم مجموع إيرادات وصلت لـ86 مليون جنيه ليستقر في المركز الثالث خلفًا لفيلم «ولاد رزق»، والذي حقق 103 ملايين ويظل «الفيل الأزرق» الجزء الثاني متربعًا على عرش الأرقام القياسية بـ104 ملايين جنيه. بينما تراجع «كازابلانكا» للمركز الرابع بعدما كان يمتلك مجموع 82 مليون جنيه حققها في 2019، ليواصل «كيرة والجن» حصد إيراداته من شباك التذاكر يوميًا لينافس بقوة على المراكز الأولى الثلاثة.

التاريخ المهمل

ويرى الناقد السينمائي محمد كمال أنه يحسب لصناع “كيرة والجن” التطرق والعودة إلى فترة مهملة “سينمائياً” في التاريخ المصري خاصة مع الأجيال المتعاقبة منذ بداية الألفية الجديدة وسيطرة الكوميديا خلال العقد الأول لتلك الفترة فقد كانت العودة لتلك الفترة على سبيل الإضحاك فقط، حتى عندما بدأ الأكشن يحتل مساحة كبيرة نسبياً لم تهتم أيضاً تلك الأعمال بتلك الفترة رغم ما تحمله من زخم حول فكرة الحرب والمقاومة والاحتلال، على مستوى الأعمال في الأعوام الأخيرة لا نذكر سوى فيلم “حرب كرموز” عام 2018 الذي قدمه أمير كرارة والمخرج بيتر ميمي ودارت أحداثه في تلك الفترة وتطرق لفكرة المقاومة ضد الإنجليز.

لم يتطرق فيلم “كيرة والجن” إلى الفترة التاريخية فقط بل إلى شخصيات حقيقية أيضاً مثل أحمد عبدالحي كيرة وعبدالقادر شحاتة الجن ودولت فهمي ورغم أن الثنائي الجن ودولت تم تقديم سهرة درامية عنهما عام 1987 وشارك في بطولتها ممدوح عبدالعليم وسوسن بدر إلا أن بشكل عام لم تكن شخصيات وأحداث تلك الفترة ملهمة لصناع السينما في الجيل الجديد.

بدأت أحداث الفيلم بحادثة دنشواي عام 1906 والتي عبر عنها الفيلم على أنها كانت الشرارة الأولى لوجود مقاومة مصرية فاعلة ضد الاحتلال الإنجليزي بشكل متطور وسريع من خلال شخصية أحمد عبدالحي كيرة “كريم عبد العزيز” الذي أصبح طبيباً عام 1919 لكنه لم ينس مهمته الوطنية خاصة وأنه تم إعدام والده وقتل والدته على يد الجنود الإنجليز في دنشواي، ويقوم كيرة بإعادة تشكيل المقاومة من جديد.

ضمت المقاومة بجانب كيرا، كلاً من دولت فهمي وهي مدرسة مسيحية من صعيد مصر (هند صبري)، وإبراهيم الهلباوي تاجر سابق (سيد رجب)، وإبراهيم شوكت رسام من عائلة أرستقراطية “أحمد مالك”، وحبيبته إلكسندرا (لارا إسكندر)، وراغب اليهودي الذي لا يتحدث (علي قاسم) ونعيم الذي كان يعمل في مطبعة (محمد عبدالعظيم) بالإضافة إلى الراقصة نرجس (هدى المفتي) التي تعمل معهم بشكل متفرق.

المبالغة في الأداء

يقول الناقد السينمائي دكتور ماهر عبدالمحسن: يثبت مروان حامد منذ فيلم “عمارة يعقوبيان” وحتى “الفيل الأزرق٢” أنه مخرج المشاهد الصعبة، والتحدي الذي واجهه حامد هذه المرة ونجح في تجاوزه باقتدار، هو الإجابة عن السؤال: كيف يمكن تنفيذ مشاهد ملحمية تدور في العشرينيات من القرن الماضي بتقنيات إخراجية متقدمة دون أن يشعر المشاهد بالمفارقة؟ وإذا أخذنا مشاهد المطاردات كمثال، فسنلمس مدى القدرة العالية في الإخراج على مزج حركة الخيل بالكاريتات بعربات الجيش الإنجليزي المصفحة، بالجثث المتطايرة من هنا وهناك، ولا يُعاب علي هذه المشاهد سوى المبالغة في الأداء البطولي للشخصيات بحيث تنجو من التفجيرات وطلقات الرصاص والسقوط المروع للعربات الداخلة في المطاردات، بل إن طعنات السكين واختراق الرصاص لصدور الثوار لم يكن سبباً كافياً للموت في معظم الأحيان.

جاءت الصورة معبّرة عن الحقبة الزمنية التي كانت تدور فيها أحداث الفيلم خاصة في ما يتعلق بالملابس والديكورات وماكياج الممثلين، غير أن النقاء الواضح للصورة والألوان الزاهية للملابس، والألوان الفاتحة للمبان والحارات أفقدت هذه الحقبة شيئاً من روحها بحيث يشعر المشاهد، خاصة في مشاهد النهار الخارجي، أنه أمام لوحات فنية لامعة، وإن جاءت تعبيراً عن زمن فائت.

منافسة بين كريم وعز

ويضيف دكتور عبدالمحسن أن أداء الممثلين غلب عليه التعبير الحركي الخارجي دون عمق نفسي مواز على نفس المستوى، ولا يرجع السبب إلى الممثلين بقدر ما يرجع إلى السيناريو الذي اهتم أكثر بتجسيد حركة مقاومة الثوار لجيش الاحتلال الإنجليزي، وهي حركة تعتمد على المجاميع بنحو أكثر.

ولا يعني ذلك ضعف الأداء، بل على العكس شكّل الأداء في هذا الفيلم إضافة مهمة لمعظم الممثلين خاصة النجوم أصحاب الأدوار المحورية، فقد أجادت هند صبري في دور دولت فهمي الثائرة الصلبة ذات الأصول الصعيدية، التي ضحت بسمعتها في سبيل حماية الثوار، ودفعت حياتها ثمناً لعادات وتقاليد البلاد التي نزحت منها.

وينطبق الأمر نفسه على كريم عبدالعزيز وأحمد عز، غير أن وجود النجمين في فيلم واحد بحجم “كيرة والجن” وضع مسألة الأداء في أزمة، فالمشاهد لا يستطيع أن ينسى أنه أمام كريم وعز، النجمين ذوي الشعبية الكبيرة، ومن هنا لم تكن المباراة بينهما في التمثيل وإنما في النجومية، وبهذا المعنى كان على كل منهما أن يضع بصمته الخاصة، أو علامته المميزة، التي تعودها جمهوره منه على الأداء، والتي من شأنها أن تذكرك طوال الوقت أنك أمام نجمك المفضل الذي أحببته. وضح ذلك في خفة الظل التي حرص عليها كريم، والإفيهات المضحكة التي كان يلقيها عز حتى في أشد المواقف سخونة.

والمنطق نفسه هو الذي جعل السيناريو يحرص على أن يكون عادلاً بحيث يضع تفاصيل الشخصيتين بنحو متساو، ويزن المواقف التي تجمعهما بميزان حساس، فيمكنك أن تجد مبرراً درامياً لانسحاب كريم من مشاجرة مع عز فوق أحد المراكب بعد أن تلقى لكمة قوية على وجهه من الأخير، لكنك لن تجد أي مبرر، قرب نهاية الفيلم، لأن يوجه كريم اللكمة ذاتها إلى وجه عز، الذي سافر إليه في إسطنبول لإنقاذه من القتل على يد الإنجليز، سوى أن السيناريو لا يريد أن يترك فرصة لأن يبدو أحدهما متفوقاً على الآخر. ،فيلم «كيرة والجن» بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد عز وهند صبري وسيد رجب وأحمد مالك وروبي وهدي المفتي ورزان الجمال وعن رواية 1919 تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store