Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تزايد ظاهرة التصيد الإلكتروني..!

تزايد ظاهرة التصيد الإلكتروني..!

A A
الهجوم الشرس على هواتفنا النقالة أو على البريد الإلكتروني والمتمثل في عشرات الرسائل اليومية والروابط مجهولة المصدر ينبغي أن يجد آذاناً صاغية من الجهات ذات العلاقة، خبراء التقنية يسمون هذا النوع من الهجوم «التصيد الإلكتروني» وهي طريقة ذكية لإقناع الضحية بالنقر على روابط مزيفة الأمر الذي يؤدي إلى كشف كامل بيانات الضحية وسرقة حساباته بواسطة برامج خبيثة يعمل القراصنة التقنيون على تطويرها وتحديثها باستمرار، كما وصل بهم الأمر إلى إرسال رسائل إلى الضحايا لإيهامهم بأن هذه الرسائل أو الروابط من إحدى الجهات الحكومية وتطالبهم بتحديث بياناتهم، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة عليهم، وعلى جميع قوائم الاتصال لديهم، على الرغم من أن أغلب تلك الرسائل الإلكترونية تحتوي على أخطاء إملائية واضحة، نتيجة ترجمة غير مناسبة.

خبراء علم النفس يرون من جهتهم لجوء المخترق لهذه الأفعال الخبيثة إنما يأتي من منطلق دوافع نرجسية، واضطرابات نفسية، ومحاولة لجذب انتباه الناس في العالم الواقعي، ولذلك يلجأون إلى الاختباء وراء شاشة الحاسوب وخلف شبكات الإنترنت المظلمة، الأمر الذي تجد معه الجهات المسؤولة صعوبات جمة في العثور على هؤلاء المهاجمين، ونشير هنا إلى دراسة قامت بها جامعة «إيرلانج نورمبرج» في ألمانيا، تفيد أن 56% من متلقي رسائل البريد الإلكتروني ينقرون على روابط مرسلة من مجهول، على الرغم من إدراكهم أن تشكل لهم مخاطر انتقال فيروسات تهدد أجهزتهم المحمولة، وقد أرجع الباحثون الإقدام على هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر إلى عدم قدرة هؤلاء الأشخاص التحكم في فضولهم والرغبة في معرفة ما تخفيه هذه الروابط المجهولة، وينصح القائمون على هذه الدراسة عدم فتح أي روابط أخرى مشابهة ومجهولة المصدر والابتعاد عن إرسالها أو إعادة مشاركتها والتي قد يتم استغلالها في قضايا كثيرة مثل اختراق وسرقة المعلومات والملفات الشخصية والابتزاز الإلكتروني وسرقة الأرصدة البنكية وتهديد المعلومات الشخصية للضحية والوقوع في محاولة ابتزاز مجهولة العواقب.

ومع التطور السريع في هذه الظاهرة بات الضحايا يتلقون اتصالات مباشرة على هواتفهم المحمولة وبلكنات عربية وغير عربية من أشخاص يدعون انتماءهم لبعض المصارف والبنوك والجهات التمويلية الأخرى ويطالبون الضحية بإعطائهم معلومات خاصة وسرية لأرقامهم وحساباتهم بداعي التحديث الدوري لحساباتهم المصرفية، الأمر الذي يتطلب زيادة الوعي، وعلى الجهات ذات العلاقة الاطلاع بدورها في التصدي لهم واتخاذ التدابير اللازمة لتوعية المجتمع، ونود هنا أن نشير لجهود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في مجال رفع مستوى الوعي لتجنب المخاطر السيبرانية وتقليل آثارها عن طريق إصدار التنبيهات بآخر وأخطر الثغرات، وإطلاق حملات وبرامج توعوية والتعاون مع المراكز الإرشادية الأخرى.

أحمد العمري @ahmedyanbu

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store