يعد استخدام الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) هذه الأيام من أساسيات الحياة لكثير من البشر فهي شبكة رائعة ومليئة بالمعلومات المفيدة والسيئة والخطيرة في نفس الوقت والتي تعتمد على استخدام الإنسان لها وطريقة التعامل معها، ومن الطبيعي أن يواكب الإنسان التطور الذي يحدث حوله باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جيد تثري ثقافته وتبقيه على تواصل مع أهله ومحبيه هذا بالإضافة إلى التواصل مع أشخاص جدد، ولكن قد يكون في ذلك مخاطرة نوعًا ما، لذلك لابد للإنسان من التفكير في كيفية التعامل مع من يعرف ومن لا يعرف، وهنا يجب وضع استراتيجية خاصة لحماية الإنسان لنفسه من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يعرفهم.
فيجب أن تكون هناك استراتيجية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي نلخصها في النقاط التالية:
- التواصل بحرية وثقة مع الذين نعرفهم مثل العائلة والأصدقاء المقربين.
- الحيطة والحذر من الذين لا نعرفهم أو مع من كان التواصل معهم قريبًا وحديثًا.
- عدم الإدلاء بأي معلومات شخصية أو تفاصيل عن الحياة الشخصية للغرباء والمستجدين.
- عدم التعامل المالي مع الغرباء والمستجدين في وسائل التواصل الاجتماعي. ومن أهم طرق الحماية من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي هي:
- حماية البيانات والمعلومات الشخصية وخاصة رقم الهوية والمعلومات البنكية وكلمات المرور ورموز الدخول، حيث تحتوي مواقع التواصل على إعدادات خصوصية تجعل معلومات المستخدم آمنة من الاستغلال.
- عدم تصديق المستخدمين أو المواضيع المطروحة وذلك لوجود كثير من المخادعين على هذه المواقع بأسماء وحسابات مزيفة أو صفات انتحاليه لمسؤولين، أما المواضيع المطروحة لابد من التحقق منها من مصادرها الرسمية قبل التعامل معها أو تصديقها أو نشرها.
- البعد عن الأشخاص العدائيين وذلك بعدم قبول طلبات الصداقة ممن لا نعرفهم لتلافي أي خطر أو تهديد على الحساب في مواقع التواصل، وعدم الانجراف بالرد عليهم بفضاضة وعدائية كي لا يكون الإنسان هدف لهم، وفي حالة التمادي من قبلهم يمكن الإبلاغ عنهم لمواقع التواصل أو الجهات المختصة.
- الحماية من التحايل والاختراق بالحرص على عدم فتح أي رابط يرسل إليك حتى لو كان من أصدقاء مقربين حتى يتم التأكد من صحتها لأن الأمور المهمة لا ترسل بهذه الطريقة وأن أغلب الروابط تحتوي على فيروسات تضر بأجهزتك أو تسهل اختراقها وسرقة المعلومات والأموال والهوية الشخصية.
- الحرص عند تثبيت البرامج والموافقة على الشروط بالقبول أو عدم القبول لمناسبتها القانونية ولعروض الشركات أو تسويق حسابك أو بيعه لشركات أخرى تملك حق إرسال الرسائل التسويقية أو تتبع الموقع الحالي لك، لذلك لابد من قراءتها جيدا والتأكد من مناسبتها.
- عدم الإدمان على مواقع التواصل لأن شركات وسائل التواصل غالبًا ما تصمم مواقعها وتطبيقاتها لجذب المستخدمين أكبر وقت ممكن من أجل كسب المال، هذا بالإضافة إلى عدم تمرير هذه العادة السيئة للأطفال والمراهقين والانشغال عنهم.
- حماية الأطفال من مواقع التواصل بعدم وضع صورهم أو معلوماتهم على المواقع والحرص على معرفة المواقع التي يستخدمها الأطفال ومراقبتهم ومعرفة من يتابعهم ومن يتابعون لعدم تعرضهم للتنمر الإلكتروني أو الافتراس الجنسي أو المحتوى السيئ أو تعلم العنف مع الحرص على وجود أحد الأبوين معهم عند الاستخدام وعدم الاختلاء بالأجهزة وخاصة في غرف النوم.
- استخدام كلمة مرور قوية، لابد أن تتميز هذه الكلمة بصيغة قوية ومميزة بعيدًا عن الاسم أو تاريخ الميلاد أو أسماء الأبناء حيث أن الشخص هو الوحيد الذي يستطيع تذكرها عن غيره مع حفظها وعدم كتابتها في ورقة قد تكون مصدر لانتهاك حسابك في مواقع التواصل.
وأخيرا وليس آخرًا، فإن حماية الإنسان لنفسه وأطفاله من مواقع التواصل الاجتماعي هي مسؤولية تقع على عاتقه وتتطلب منه التعامل مع هذه المواقع بحنكة وذكاء واتزان بحيث تكون مفيدة ومثرية له بدلا من أن تكون مزعجة وسببًا لكثرة المشاكل والاستغلال السيئ والتهديد من المخادعين والمخترقين الذين ليس لديهم هدف سوى التطفل وسرقة المعلومات والأموال من المستخدمين الجهلاء أو المستجدين في مواقع التواصل الاجتماعي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
