Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«الأرض والبحار والأرصاد».. كليات دراسات عليا!!

A A
في بداية كل عام وعند ظهور نتائج القبول يقبل عدد من الطلاب المتقدمين لمرحلة البكالوريس في جامعة الملك عبدالعزيز في كليات لا تخطر على بالهم ويصدمون بالقبول فيها وهي كلية علوم الأرض وكلية علوم البحار وكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بحجة أن نسبهم الموزونة تتوافق مع ماهو مطلوب في تلك الكليات والتي لم تمكنهم دخول أي كليات يرغبون فيها غير تلك الكليات فيدخلونها وهم لها كارهون وبعضهم يرفضون القبول ولا يريدون هذه الكليات.

إن رغبة التخصص جزء من تحقيق النجاح فلا ينبغي إجبار الطلاب على ذلك، كتبت قبل عشرين عامًا أو أكثر مقالاً طلبت فيه تحويل هذه الكليات تحديدًا إلى كليات دراسات عليا أو معاهد بحثية وإنشاء دبلومات لتخصصات هذه الكليات تمكنهم من التوظيف المباشر في الجهات ذات الصلة وتبقى هذه الكليات أو المعاهد مراكز بحثية تركز على القيمة البحثية وضرورة تفرغ أعضاء هيئة التدريس فيها للبحث العلمي والدراسات العليا وهي مهمة وطنية وضرورة علمية يجب أن نحرص على تحقيقها، وقد غضب يومها بعض الزملاء في تلك الكليات وأنا والله ليس لي مما أذكر إلا تقديم النصيحة في ما هو مناسب لتلك الكليات وصالح لها وللوطن.

ولكن للأسف لم يُصغ لذلك وتركت الحرية لتلك الكليات لتحظى بمزيد من التوسع والدعم مما تسبب الآن في ترهلها في كل شيء من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين والمبتعثين والمعامل والمباني مما جعل الأمر يحتاج إلى دراسة إيقاف القبول لطلاب البكالوريس والتخصصات غير المرغوب فيها حيث لا يمكن توظيف خريجيها، فيحتاج الوضع الآن لإعادة النظر بصورة جدية وتحويل الدراسة فيها بالتعاون مع الكلية التطبيقية إلى دبلومات تمكن الطلاب والطالبات من التوظيف في الجهات ذات العلاقة ويعاد تأهيل بعض أعضاء هيئة التدريس ليستفاد منهم في الجامعة كما نوهت إلى ذلك الوزارة في أحد قراراتها بالنسبة للكليات التطبيقية ويتم تقليص الأعداد في هذه الكليات في التخصصات الفرعية التي لا حاجة لها ويركز على قضية البحث العلمي في علوم الجيولوجيا والبحار والأرصاد والبيئة كما يتم التوسع في قبول طلاب وطالبات الدراسات العليا، وتغير الوضع إلى الأحسن لا يمس كرامة أحد في تلك الكليات إنما هو تصحيح ومعالجة لواقع أصبح مترهلاً ويمكن إبقاؤها ككليات أو تحويلها إلى معاهد أو مراكز بحثية ومن ثم الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس والمعامل والمباني المتوفرة بالتركيز على الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراة وبالبحث العلمي والمشاركات البحثية العالمية للطلاب والطالبات السعوديين وغير السعوديين ومنها نرتقي بهذه التخصصات في هذه الكليات، وليس غريبًا أن تكون هناك كليات بل جامعات لا تمنح بكالوريوس إنما دراسات عليا فقط، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ليست عنا ببعيد فهي جامعة لا تقبل طلاب البكالوريوس إنما بحثية وطلاب دراسات عليا، فيجب أن نوقف الهدر الإداري والمالي في تلك الكليات ونرشد الإمكانات كما نرفع الحرج عن خريجي الثانوية من قهرهم كل عام في قبولهم في هذه الكليات رغم أنوفهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store