Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

لولا المعلم ما كان الأطباء!

A A
شهد العقد الأخير من القرن الميلادي الحالي أنشطة وجهوداً نشطة ودؤوبة قامت بها الكثير من دول العالم المتقدم تدعو إلى العناية بالطلاب الموهوبين وتقديم الدعم لهم لصقل مواهبهم وإبداعاتهم ليكونوا رجال المستقبل، وتركز هذه الجهود على أهمية البحث والكشف عنهم وتشخيصهم في سن مبكرة، مع توفير بيئة وهياكل مؤسساتية مهمتها إدارة هذه الأنشطة والحفاظ على استمراريتها، ووضع خطط للعمل على تطويرها، وقد نجحت هذه الجهود في تحريك الاهتمام بالموهبة والموهوبين في بلدان كثيرة مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي وبعض دول آسيا والقوقاز.. ويحتاج الطلاب الموهوبون عادة إلى معلمين مؤثرين يبتعدون عن أسلوب الحفظ والتلقين، ويركزون على التطبيق العملي، والاستفادة من التقنية الحديثة، والبحث عن التجديد والابتكار والتميز، وإثراء بيئة القاعة الدراسية ما يفتح آفاق الإبداع والابتكار أمام الموهوبين.

إن لطريقة تدريس المعلم لطلابه أثرًا كبيرًا في تحقيق أهداف التربية في بناء موهبتهم وتثقيفهم، وينبغي أن نتذكر هنا أن المعلم لا يعلم مادته فحسب وإنما يعلم بطريقته وأسلوبه وشخصيته وعلاقاته الطيبة مع تلاميذه، وما يضربه لهم من قدوة حسنة ومثلٍ أعلى وقيم نبيلة.. إن المعلم هو أكثر من مدرس يقتصر على تلقين طلابه معلومة معينة ليعيد إخراجها الطلاب مرة أخرى عند الاختبار، بل يصقل مواهبهم وينمي فيهم روح المنافسة والإبداع وعندما يكون بهذا المستوى تتحول العملية التعليمية إلى متعة يشعر بها الطلاب ويقوى لديهم الشعور بالتحدي والابتكار والإنجاز.. لذلك على المعلم أن يكون أستاذاً حقيقياً لتلاميذه لا يكتفي بتدريس الطلاب وإنما تكوينهم ليكونوا علماء موهوبين ومفكرين ومبتكرين بعد تخرجهم.

صدق الشاعر حين قال:

لولا المُعَلِّمُ مَا كَانَ الأَطِبَّاءُولا تَفَنَّنَ في الإعمار بَنَّاءُدَاءُ الجَّهَالَةِ بالإذلالِ يَدفِنُناوالعِلمُ نُورٌ بهِ للمَجدِ إحياءُ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store