Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

من يزرع الخراب.. يجنِ الخراب

A A
لن نرفع العقوبات، لكننا سنحدُّ من فعاليتها، هذا هو مُلخص الفكرة الأوروبية تجاه ملف إيران النووي، دولة تستخدم ميليشيات إرهابية، تُزعزع أمن واستقرار المنطقة، لا يُكتفى بمنحها حُرية التحرك في تطوير التقنيات النووية، بل تكريمها بالحدِّ من أثر العقوبات، وتحويلها لأمورٍ شكلية!.

الأوروبيون يعتقدون أنهم سيُغلقون الملف بُمقترح ساذج كهذا، أنت تمنح مجموعة من المُتطرفين فُرصة أن يكون لديهم سلاح خطير، يستخدمونه متى ما أرادوا تنفيذ حلم أحدهم!.

الإيرانيون اعتادوا المماطلة، لكنهم الآن وأمام هذا العجز الغربي لن ينتظروا أكثر، سينطلقون نحو التوسع أكثر في عملياتهم الإرهابية عبر ميليشياتهم العابرة للحدود، والتي لا تملك ولاءً لأوطانها، وهذا أمر سيجعل السعودية التي تمتلك رؤية تحديثية للمنطقة بأسرها، وحلم وطموح جَعْل المنطقة «أوروبا الجديدة»، أمام مفترق طرق.

كيف ستتعامل مع نظام إيراني يحكم بالخُرافة، ولديه قابلية ونهم واستعداد لتفجير كل شيء؟!.

فسّر الغرب والإيرانيون الدبلوماسية السعودية الناعمة بأنها أقصى ما لديها من أوراق.. وهذه سذاجة منهم بلا شك.. لدى السعودية أوراق قوّة كثيرة، أهمها التلاحم الشعبي، قصة الولاء والوفاء المُمتدة لمئات السنين بين الحاكم والمحكوم، حُب الأرض، والاستعداد للذود عنها بالروح والدم، فلدى السعودية قضايا عادلة، أساسها البناء والتنمية، عكس ما لدى الآخرين من خراب.

السعودية قائدة الأمة العربية والإسلامية، خصمها -برعونته المُعتادة- سيجعل نفسه عدواً لأُممٍ بأكملها.. هي ليست أحاديث، هذه حقائق نعرفها ونُدركها جيداً.

سبق الإيرانيين في العربدة نظام صدام حسين، ونهايته كانت سقوطاً جعل أكثر مُعاديه يأسف لما حدث له، ونظام طهران يجب أن يأخذ العِبرة مما حصل هناك، فالتاريخ لا يكذب أبداً.. «من يزرع الخراب، لا يجني سوى الخراب».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store