( 1 )منذ فترة ليست بالقصيرة، كان الاعتقاد السائد لدى المراقبين بأن اليمن هي الحاضنة الأساس للقاعدة، وأن المجتمع اليمني وبالذات المعارضين لنظام الحكم، يشعرون في أغلبهم بالتعاطف الذي قد يصل حد الولاء لهذا التنظيم الإرهابي .الآن وبعد مرور كل هذه المدة على اندلاع الثورة اليمنية، لم تتداول نشرات الأخبار أي نبأ عن أي نشاط مارسه تنظيم القاعدة !ومع أن الظروف كلها كانت ولازالت مهيأة لخروج المارد من قمقمه، فإن القاعدة آثرت القعود بدلا من استغلال الظروف والانقضاض على السلطة !ترى أين هي القاعدة ؟ ولماذا آثرت القعود على القيام والحركة ؟!ربما تكون القاعدة مش ( قاعدة ) كويس .( 2 )على الرغم من ان الشعب اليمني هو أكثر الشعوب العربية تسليحا، وربما واحد من أكثر شعوب العالم التي تمتلك السلاح، فإن معارضي نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يستخدموا طلقة واحدة في مواجهة الأجهزة الأمنية وبعض العناصر المسلحة المؤيدة للنظام !هل هناك من لا زال يصدق بأن البلاد ستسقط في فخ الفوضى الشاملة إذا ما تم تغيير النظام ؟!( 3 )عندما وقع الحادث الإرهابي المروع الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، وجه وزير الداخلية الأسبق الحبيب العدلي، أصابع الاتهام لجماعات إسلامية فلسطينية متطرفة مرتبطة من الناحية الفكرية بتنظيم القاعدة .وبعد نجاح الثورة ومداهمة مبنى أمن الدولة، تبين من خلال الوثائق، أن وزير الداخلية الحبيب العدلي هو الذي أمر بتفجير الكنيسة !هل أصبحت القاعدة تتعاون مع بعض أنظمة الحكم ؟!( 4 )رغم أن تنظيم القاعدة الارهابي نشأ تحت رعاية وإشراف أميركيين كاملين، مثله مثل حركة الكونترا في نيكاراغوا، فإن التنظيم استطاع أن يأتي عبر الأعمال الإرهابية بما لم يستطع أن يأتي به الأوائل !ورغم ردة الفعل الأميركية التي تمثلت في غزو أفغانستان والعراق والقبض على صدام حسين ورفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة خلال أشهر معدودة، فإن الأميركيين لم يتمكنوا منذ إنطلاق ما يسمى بحربهم على الإرهاب، من الانتصار في حربهم مع القاعدة، ومن النجاح في القبض على زعيمها !ترى هل يرتدي ذلك الزعيم طاقية الإخفاء، أم إنها أحدى (الكرامات) التي كان يخترعها جهاز المخابرات الأميركية ويسعى بالتعاون مع عملائه، لترويجها بين العرب السذج إبان الاحتلال السوفييتي ؟!إنها أسئلة ساذجة صحيح، لكنها تستحق التفكير حسب رأيي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
