Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رحلة على «السعودية» لا تُنسى في مطار المدينة

الخطوط السعودية ناقل وطني نحبّه، ونودّ أن يكون أفضل ناقل جوي، والأمطار والعواصف والغبار الكثيف تكون في كل العالم، والاختلاف بين الخطوط هو في خطط مواجهة الطوارئ بخطط مُعدّة سلفًا لتُنفذ عند الحاجة،

A A

الخطوط السعودية ناقل وطني نحبّه، ونودّ أن يكون أفضل ناقل جوي، والأمطار والعواصف والغبار الكثيف تكون في كل العالم، والاختلاف بين الخطوط هو في خطط مواجهة الطوارئ بخطط مُعدّة سلفًا لتُنفذ عند الحاجة، لا أن تبدأ بعد الحادث.عصر الخميس 10/5/1432هـ، كنتُ واحدًا من مئات الركاب في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة على الرحلة ذات الرقم 1444، وموعد إقلاعها 5.25 عصرًا، وقبل عشر دقائق أُعلن عن تأجيل جميع الرحلات، وأنه سيُعلن عن المواعيد الجديدة 7.30 مساءً، وعند حلول هذا الموعد أُعلن أنه سيُعلن عن المواعيد الجديدة 9.30 ليلاً، وعندما حان هذا الموعد أُعلن أنه سيُعلن عنها الساعة 1.15 فجرًا، وفي حوالى الحادية عشرة أُبلغ الركاب دون إعلان أن جميع الرحلات المجدولة أُلغيت، وأن عليهم الحصول على بطاقات رحلات جديدة بدلاً من السابقة، وقيل إنه يوجد للرياض رحلتان إحداهما الساعة الثانية بعد منتصف الليل، والأخرى 8.10 صباحًا، وبعد ازدحام شديد في الحصول على البطاقات البديلة طُبع على بعضها 1.15، وعلى الأخرى 3.25 صباحًا، وعلى الثالثة 8.10 صباحًا، ثم جاء الإعلان الصريح بعد الإعلانات السابقة المبهمة التي لا تقيم أي اعتبار للمسافر، وكان ذلك في الساعة 12.50 فجرًا، بإغلاق المطار إلى الساعة 8.15 صباحًا، وعندما سُئل عن المواعيد الجديدة قالوا: لا نعلم! وبعد إلحاح من الركاب أُعلن رقم هاتف لعلاقات الركاب، إن أجاب كانت الإجابة لا جديد في الموضوع، والموظفون محقّون لأنهم هم أيضًا لا يعرفون.السبب طبعًا عاصفة ترابية، ولـ“السعودية” الحق في الحرص على حياة الناس، ولكن كتمان المعلومات، وعدم تقدير الركاب هو المأخذ، فالعاصفة ليست سرًّا، وإغلاق المطار للسلامة عمل يُحمد، ولكن عدم إعطاء الناس معلومة هو المأخذ، والأكبر منه عدم الإبلاغ عن مصير سفرهم، وهم الطرف الأساسي في الموضوع، الذين يريدون ترتيب سكنهم على الأقل بعد ذلك الأرق الذي هم فيه.الموضوع ليس وجود العاصفة التي يتفق الجميع أنها خارجة عن الإرادة، ولكن الموضوع هو تهميش مئات المسافرين بإعلانات تأجيل متتابعة، ثم إعطاؤهم مواعيد رحلات غير صحيحة، ولم تكن إلاّ لامتصاص ردة الفعل في التجاهل والإعلانات الوهمية السابقة.وجاء الركاب الساعة التاسعة صباح الجمعة، وكان التوقع أن يُقال لهم هذا وضع سفركم الآن، لكن الجواب كان لا حجوزات، والموظف يحيل إلى المشرف المسؤول، والمشرف يحيل إلى الموظف دون اهتمام، فلا ترتيب، ولا خطة، ولا موعد محدد للمراجعة، وبعد الحادية عشرة اصطفوا عند موظف خُصّص لهذا الغرض، فوضع كل راكب على الرحلات المتوافرة، وكان نصيب كاتب هذه السطور رحلة في الساعة 6.50 مساء، وتم دخول الطائرة 5.30 عصرًا، ولم تقلع إلاّ 7.30، ووصلت الرياض 8.30 ليلاً، فكانت رحلة الطيران ساعة، ورحلة المعاناة ساعات طويلة من عصر الخميس.الموظفون في المدينة أيضًا في حرج، وكل همّهم امتصاص غضب المسافرين، وأكثرهم عوائل معهم أطفال، وتركوا الفنادق ولهم ساعات في المطار، ولا يعرفون مصيرهم ليستأجروا سكنًا جديدًا، أمّا مَن لديهم رحلات مواصلة من جدة فمعاناتهم أكثر، ولكن النساء والأطفال كانوا أكثر معاناة.لا نعلم السر في عدم كشف الحقيقة للناس، وإخبارهم عن المصير، وإن كان الموقف يستدعي أخذهم للفنادق، وإحضارهم عند موعد الطائرة، والاحتجاج بأن الأمر خارج القدرة في حدوث العاصفة ليس عذرًا، فالمفترض أن الوضع معروف من الأرصاد، والخلل في الإدارة.ألم المسافرين كان كبيرًا، ومعاناتهم كبيرة، وتركهم للمصير المجهول كان أكبر، مثل تعامل أحد الموظفين معهم الذين كانوا يجرون وراءه كأنهم يتسوّلونه، الموضوع ليس الحدث الطارئ، فهذا يحدث في كل العالم، ولكن الموضوع أين إدارة الأزمات؟! وأين حقوق المسافر؟! وهل لدى الخطوط السعودية نظام لحقوق الإنسان المسافر؟ وهل مطلوب من المسافر أن يركض من موظف لآخر، هذا يعطيه كلامًا غير صحيح، وهذا يحيله لذلك، أم أن تعلّق لوحة يُكتب عليها المسافرون المتأخرون من رحلات أمس، وعندها يجد كل شيء جاهزًا.يُعذر سائقو التاكسي عندما انتهزوا الفرصة، فضاعفوا الأجرة، ولكن الخطوط مؤسسة وطنية حضارية لا يليق بها هذا الموقف، ولا بالبلاد الكريمة التي تحمل اسمها، والخلاصة أن الموضوع موضوع إدارة، وحق مسافر لا عاصفة مرت في ساعات كما مرت في العالم، أمّا استخدام التقنية، فلا أظنه واردًا في ذلك الموقف، الذي لم يستطع إعطاء المسافر وقتًا للسفر؛ ليرتب حال الصغار والكبار، ليجدوا مكانًا للنوم فقط في جو عاصف بالغبار، وبآخر يغطي مستقبل سفره، هل سيجد المسافرون محاسبة للمقصر؟.. سؤال جوابه في المستقبل.فاكس: 012311053 Ibn_Jammal@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store