Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

أولئك آبائي..!

A A
إن نعمة الأهل هبة من الله لا تُقدر بثمن، وتلك النعمة مغبون فيها كثير من الناس، وترجع قيمة هذه النعمة لدى الإنسان لما تقوم به من دور في حياته، ويبرز ذلك الدور من خلال تلك المواقف التي يمر بها في رحلته بين دهاليز ودروب الحياة؛ فيجد حوله من أهله من يسانده، أو من يوجهه في تلك المواقف إلى الوجهة الصحيحة؛ ليخرج منها سالماً غانماً، ومن ثم؛ تصلح حياته في حاضره وفي مستقبله، كما يصلح حاله وتستوى نفسه.

لقد قام آبائي -بالمفهوم الواسع للأبوة- بأهم دور في حياتي، وكان لهم الفضل عليّ في كافة الظروف والأحوال؛ فهذا يهذب، وذلك يعلم، وهذه تربي، وتلك تؤدب.

لقد قصدت بعنوان المقال «أولئك آبائي» الحديث عن آبائي بالمفهوم الواسع للكلمة؛ أي كل من ساهم في بناء شخصيتي الإنسانية والأكاديمية، ويتصف بصفة الأبوة عندي على الحقيقة أو المجاز، وسواء أكانت هذه المساهمة بالقول أو بالفعل؛ كوالدي، ووالدتي، وأعمامي، وعماتي، وأخوالي، وخالاتي، وأهلي، وأقاربي، وأصدقاء أبي، والعاملين معه، وكذلك أساتذتي في مراحل التعليم المختلفة...، وكل من كان له دور في تربيتي وتأديبي وتهذيبي وتعليمي، وهذا هو المفهوم الواسع للأبوة من وجهة نظري.

مواقف عديدة قد مررت بها خلال رحلة العمر، أخذتها من الذاكرة، ومما كان له أثر بالغ في نفسي وقلبي وعقلي وحياتي، ولم يمحه تقادم الزمن، وهي مواقف تبين الدور المهم لآبائي -رحمهم الله- في تهذيبي وتربيتي وتعليمي، وقد قصدت بهؤلاء الآباء هنا إلى توسيع دائرة مفهوم التربية؛ فلا يقتصر الأمر على الوالدين، بل يتخطاه إلى كل من له علاقة بتربية الأبناء في الأسرة، وكان الدافع الكامن وراء ذلك؛ هو ذلك الدور الذي قام به هؤلاء في حياتي؛ فما أصبحت فيه الآن فبنعمة من الله وحده أولاً، ثم بفضل تأديبهم الصالح لي.. فرأيت أن يكون هذا فاتحة خير لأجيال الحاضر والمستقبل؛ يتعرف من خلاله الأبناء والأحفاد على المفهوم الواسع والحقيقي للتربية والتهذيب والتأديب والتعليم، ومن ثم تتحول الفكرة من مجرد سرد لأحداث وذكريات الماضي إلى منهج تربوي وتعليمي في الحياة المعاصرة، يربط الحاضر بالماضي؛ بهدف بناء مستقبل صالح ومرموق للأجيال القادمة، ومن أجل بناء مستقبل واعد لهذا الوطن الغالي ومن فيه من الأهل والصحاب والأقارب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store