Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

أكرهها وكل أخواتها!!

همزة وصل

A A
شعرتُ في لحظة ما أننا نطوف حول «كان»، هذه الكلمة التي كلنا يدور حولها، وكلنا يتحدث عنها وعن أخواتها وعن جدَّاتها وعن عمَّاتها، وكأن (لا) أحد يقعد فوق رؤوسنا سواها، حتى باتت تقعد فوق صدورنا كصخرة، وبالرغم من أنها فعل ماضٍ ناقص؛ إلا أننا منحناها كل الحضور والخلود؛ الذي مكَّنها من البقاء بيننا، لتكون هي الحاضر ونحن ماضيها الناقص، ونسينا تماماً أن المستقبل هو الحياة، وأن الأجمل هو أن نمضي إلى الأمام دون تردد، ودون خشية من أحد، لأننا في زمن مختلف، زمن لن تجد فيه أحدًا يبكي على أحد، ومن هنا فإني أتمنى أن نتخلص من عقدة «كان»، التي لن تكون سوى أحاديث تمشي معك وترافقك، لتعود بك تلقائيا إلى الوراء، حتى تفقد قدرتك على السير إلى الأمام في خط مستقيم، ومستقبل هو الواقع الذي عليك أن تفكر فيه جيدًا، لأنه خبز حاضرك، وملح يومك الذي يهمك أكثر من الماضي، الذي يستحيل أن يعود..!!

الحديث عن الماضي شيء، لكن الأجمل هو الانطلاق إلى المستقبل، الذي عليك أن تعيشه أنت وتحمله، وتتحمله أنت، وتبنيه أنت، ليكون هو ظلك وحلمك وسعادتك التي عليك أن تدخل في حساباتها وفي ذاكرتها، الحديث عن الغد، حتى (لا) تدخل أنت ومن معك في جدران وخانات الحسابات الخاطئة، وتظل تنزف وتسرف في حديثك عن «كان» وعن أخواتها، لأنه ببساطة (لا) يهمك «كان الجوُّ جميلاً»!! بقدر ما يهمك «الغد» الذي تتمنى أن يكون أجمل من الأمس..!!

(خاتمة الهمزة).. «وغدًا للحاضــر الزاهــر نحــيا، ليـــس إلا، قد يكون الغيب حلوًا حلوًا حلوًا، إنمـــا الحـاضر أحـلى».. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store