Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

مات «أبونا» الشيخ محمد العوضي. لم يبق لنا من ذلك الرعيل الجميل، غير عدد قليل، كنا نعامله كأب وكان يعاملنا كأصدقاء.

A A

مات «أبونا» الشيخ محمد العوضي. لم يبق لنا من ذلك الرعيل الجميل، غير عدد قليل، كنا نعامله كأب وكان يعاملنا كأصدقاء. اللقاء معه متعة، يتمتع بحضور بديهة، ويحمل رصيداً من النكت تحول المجلس الذي يكون فيه إلى جو مرح وحيوية. يستشهد في حديثه بملح وطرائف باللغة التركية التي يجيدها، وسرعان ما ينقلك إلى شعر حافظ وسعدي باللغة الفارسية التي يجيدها أيضاً. لا يسيء إلى أحد ولا يغضبه أحد.* ذهبت إليه يوم كان وزيراً للتجارة والصناعة أحمل معي كتابة استقالة، حاول بكل جهد أن يثنيني، لكنه حين اطلع على العرض المقدم، قال: لا أريد أن أقف في طريقك.. لقد أعطوك أفضل مما يحصل عليه الوزير، ولم يكن مرتب الوزير وقتها يتجاوز العشرة آلاف ريال.. قال وهو يوقع بالموافقة على الطلب.. ما رأيك أن نتبادل المواقع؟ قلت له: كل ميسر لما خلق.. لا الوزارة تقبلني، ولا الجهة صاحبة العرض تحتاج إلى خبرتك العظيمة. رد على الفور.. كأنك تقول لي.. أنت دقة قديمة، لا تصلح.افتقدنا بوفاته صديقاً كبيراً، افتقدنا أدبه في التعامل مع الكبير والصغير. كان له مكان دائم في منزلي يوم الخميس من كل أسبوع، في لقاء مع ثلة من الأحبة، إذا غاب يترك فراغاً، فإذا جاءه سفر للخارج أو كان لديه شيء يمنعه من المجيء، يتصل بالهاتف ليقول باستحياء وبكلمات رقيقة، استأذنك لعدم التمكن من الحضور ويضع المبررات، وكأنه يعتذر عن خطأ جسيم، فأقول له: شيخ محمد، أنت تحرجني بهذه العبارة، ألا يوجد غيرها.* كان صديقنا المرحوم علي شبكشي يقول: هناك شخصيات من التهذيب والرقي، تجعلنا نشعر أن أهلنا لم يربونا حين نتعامل معها. وكان محمد العوضي من هذا النوع الفريد من الرجال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store