Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

اللعب بورقة الأيتام!

A A
لازلت عند رأيي الذي سبق أن غردت به في "تويتر" تحت هاشتاق "أيتام خميس مشيط"، والذي أوضحت فيه: "لا شك أن الفيديوهات المسربة من دار الرعاية بخميس مشيط تهز المشاعر وتدمي القلوب، لكن.. علينا انتظار نتائج التحقيق الرسمية، وأن لا نطلق الأحكام جزافاً ضد الأجهزة الأمنية، خاصة وأننا لم نعتد منهم مخالفة الأنظمة، فقد يكون تدخلهم لحفظ الضروريات الخمس".

ما أود قوله هنا: هو تفنيد ادعاءات المغرضين ونوايا المعارضين، الذين عرفوا بقساوة قلوبهم وبذاءة ألسنتهم، بأفكارهم الموغلة بالإجرام وأياديهم الملطخة بالدماء، بخياناتهم العظمى لأوطانهم، وجحودهم لأفراد عائلاتهم، ثم يأتي الواحد منهم ثملاً وهو يتمايل بعد ما قضى سهرته الماجنة بالحانة، ليتبكبك ويعظ بفداحة قهر الأيتام!!

أحد هؤلاء المعارضين الجبناء، لم يلق بالاً لتوسلات والده المسن وأمه المكلومة وإخوته المحبين وهم يرتجون عطفه ولين قلبه ليعود تائباً مستغفراً لأرض الوطن، ثم يظهر متشنجاً وهو يزبد ويرعد محاولاً إقناع الجهلة بأنه متأثر لحال الأيتام، ومقدماً حكم الإدانة مع سبق الإصرار والترصد بحق الجهات الأمنية، دون الحاجة لعمل إجراءات الاستدلال والمعاينة والتحقيق والمحاكمة، كيف لا وهو الخصم والحكم، كيف لا وهو يقتات على العمالة، كيف لا وهو فارغ من المبادئ والقيم؟!

هذا المعارض الأرعن، ظهر متهكماً على كل من يضع احتمالاً بأن (البنات يمكن سووا شيء) ثم يعلق غاضباً: مهما فعلن لا يجب بأي حال مواجهتهن!، حسناً أيه العربيد، خذلك رشفة من كأس "الفودكا" التي تخبئها بجانبك، واسمعني: ماذا لو أرادت إحداهن وضع حد لحياتها، ماذا لو أردن إحراق الدار، ماذا لو آذين أنفسهن في فورة غضبهن، ألن تطل علينا أنت وأشكالك مستنكرين ومتهمين: لماذا وقف الأمن متسمراً، لماذا لم يحرك ساكناً، أم أن أرواح الأيتام رخيصة؟!

مهلاً أيه المعارض المتذاكي: حين تواجه كل من يفترض أن الأصل في الإنسان البراءة ويبدي عذراً للجهات الأمنية، بقولك: "لو كانوا أبرياء ما تحركت إمارة المنطقة"، فإنك في هذه الحالة تكشف مدى بلادتك وقصر نظرك، وتبدوا أمامنا أهيم ومثيراً للشفقة، لأن التوجيه جاء بإجراء التحقيق لكشف الحقائق، وليس بالإدانة وإيقاع العقوبة يا فلتة زمانه!!

حسناً أيه المعارض المراهق، لن أسهب كثيراً في تحليل مبرراتك الواهية، وسأورد بعض القرائن القوية التي يفترض أن تجعلنا على الأقل نحسن الظن بالجهات الأمنية:

1- مقطع التصوير سواء من زاوية الإخراج أو هروب الفتيات للفناء أو تعمدهن الاختباء ثم العودة باتجاه الكاميرا والارتماء، ألا يوحي بأن الحادثة قد تكون مرتبة.

2- جمال الدار بأشجارها وديكوراتها وباحتها الفسيحة ألا يوحي بحجم الاهتمام.

3- تواجد ثلاث جهات أمنية ألا يوحي أن هناك خطراً حالاً وضرراً وشيكاً!!

وحتى نكون منصفين غير متناقضين، فإنه لا يمكننا بالمقابل أن ندين البنات، أو نحكم عليهن بالظاهر، أو نستبق نتائج التحقيقات، وكل ما يمكننا قوله إننا نثق بعدالة الجهات العدلية، وسوف نستنكر فعل كل من يدان بحكم قطعي، إلا أن الشيء الوحيد الذي لا يمكننا أن نثق به، هو دموع المغرضين ومواقف المعارضين، الذين لطالما لعبوا بأوراق أزمات بلادنا، ومع أن الجميع يعلم يقيناً أن قلوبهم ماتت من زمان، إلا أنهم فاجأونا بحق وهم يحيكون مؤامرتهم الأخيرة باعتماد (اللعب بورقة الإيتام)!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store