Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

السائح الأجنبي.. واهتماماته

A A
بدايةً، بحكم أنني جيولوجي، وتخصُّصي «دراسة البراكين»، وخصوصاً المتواجدة في المملكة.. قضيتُ معظم حياتي العملية بالتجوُّل في البر، واستمتعتُ أيما استمتاع في التنقُّل براً، والنظر والتمعُّن في البيئة حولي.. أهناك شيءٌ أجمل من أن تملأ عينيك بأُفقٍ واسع وممتد إلى ما لا نهاية، وخصوصاً مع شروق الشمس، أو غروبها؟، أو النظر للسماء، ومشاهدة النجوم بعيداً عن أضواء المدن؟!.

في أواخر حياتي العملية، وبسبب شغفي بالطبيعة الجيولوجية والبرية حولي، تعمَّقت أكثر في توجُّه عالمي جديد يُسمَّى بالسياحة الجيولوجية، وكل ما يتعلق بها، وخصوصاً المتنزهات الجيولوجية.. رأيتُ في الخارج، في أوروبا وكندا واليابان وبالي في إندونيسيا، أثناء حضوري لمؤتمرات تتحدَّث وتُناقش تطوير المتنزهات الجيولوجية في العالم، شغف السائحين، وخصوصاً الغربيين، بزيارة الجبال والصحاري والكهوف... وغيرها من المعالم البيئية، يجولون خلالها أو يتسلَّقون ويمشون على ممراتها، التي أُعدّت خصيصاً للسائحين لاستخدامها.

هذه المقدمة لمقالتي كانت ضرورية، لتوضيح سبب اهتمامي الشخصي بهذا النوع من السياحة، وأُسمِّيه أنا (بالسياحة البرية)، ويُسمِّيه غيري بالسياحة الصحراوية، ولماذا هي مهمة لتسويق المملكة للسائح الأجنبي، وخصوصاً للقادمين للمملكة من مقيمي دول الخليج، والقادمين بإذن الله من الدول الأوروبية عموماً، وخصوصاً بعد فتح الرحلات الرخيصة، (شركة ويز)، ما بين المملكة ودول أوروبية، تطير منها وإليها.

نعود لعنوان المقالة، وللتوضيح أكثر، دعوني أسرد بعض أنواع السياحة حسب مشاهداتي، فهناك أنواع للسياحة وسائحون مختلفون:

- هناك زوار للأماكن المقدسة، مثل مكة أو المدينة في المملكة.

- وسائحون يُسافرون لزيارة المعالم الطبيعية، والتعرُّف على الثقافات المحلية.

- وسائحون يرغبون في زيارة المتاحف والأماكن الأثرية.

- وسائحون يرغبون في زيارة الأماكن التاريخية القديمة بالمدن.

- وهناك سائحون يرغبون قضاء أوقاتهم في منتجعات ساحلية لممارسة الرياضات البحرية والغوص. أكاد أُجزم بأن كل ما ذكرته أعلاه من أنواع السياحة، أو رغبات السائحين هو ما يبحث عنه السائح الأجنبي والغربي عموماً.

أما سياحة التسوُّق، أو الحفلات، فلها روَّادها أيضاً، ولكن من تجربتي، وما شاهدته في عديد من زياراتي لمصر (كمثال)، فقد وجدتُ السائح الغربي يُغادر الفنادق في مجموعات، لزيارة المناطق الأثرية في الأسواق الشعبية، في القاهرة أو خارجها، أو للمتاحف، أو لعدد من المعالم الطبيعية أو للمنتجعات البحرية، وخصوصاً تلك التي تقع على ساحل البحر الأحمر.

أما السائحون العرب فكثير منهم، يُفضِّلون سياحة الحفلات في الفنادق أو المسارح، أو في دار الأوبرا... وهكذا.

المملكة بها تنوُّع طبيعي هائل ومتنوِّع، وهنا يجب على شركات ومنظمي الرحلات القادمة للمملكة، مراعاة ذلك في اختيارهم للمناطق والأماكن التي يُروِّجون لها للسائحين القادمين للمملكة، سواء من دول الخليج، أو مباشرةً من دول أوروبية.. علينا أن نعرف ماذا يُفضِّل السائح، وما هي رغباته، ثم نُفصِّل الرحلات وفق ذلك.

وزارة السياحة، وهيئة الترفيه، ووزارة الثقافة، يبذلون جهوداً جبَّارة للتسويق لمعالم ومدن المملكة، وأنشطتها الثقافية، ويتبقَّى على مُنظِّمي الرحلات؛ اختيار برامجهم للسائحين حسب رغبتهم.. مَن يريد البحر، فهناك البحر، ومَن يريد الجبل، فما أكثر المدن والقرى الجبلية، ومَن يريد التاريخ والمعالم التاريخية، فهي موجودة في مختلف أرجاء المملكة... وهكذا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store