Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القاص محمد علي قدس: «الثقافة» اهتمت بالفنون كثيرا.. وتخلت عن الأندية الأدبية

القاص محمد علي قدس: «الثقافة» اهتمت بالفنون كثيرا.. وتخلت عن الأندية الأدبية

A A
كشف الأديب والقاص والروائي محمد علي قدس، أن وزارة الثقافة أولت الفنون الاهتمام الأكبر في الوقت الذي تجاهلت فيه الأندية الأدبية، معبرا في حواره لـ» المدينة» عن أسفه لتجربة انتخابات الأندية الأدبية، ويصفها بصراحة بأنها « لم تكن ناجحة».

واعترف «قدس» أن بعض الجوائز تحكمها سياسات وأحكام، ومنها «جائزة بوكر» و حتى «جائزة نوبل العالمية» يشوبها الكثير من الشكوك في نزاهتها ومصداقيتها، واستدرك قائلا: لكن هذا لا يعني أن الذين فازوا بجائزة البوكر لا يستحقونها، وبالأخص المبدعين الحقيقيين الذي ندرك أنهم يستحقونها بجدارة..

وتناول في حواره الخاص الكثير من القضايا الأدبية

المتنوعة فإلى نص الحوار..

* حصلت على ليسانس إدارة أعمال جامعة «ستانتون تامبا فلوريدا» بالولايات المتحدة الأمريكية فما سبب توجهك للأدب والإعلام؟

- لعبت الصدفة دورها في هذا لم يكن بدافع الاختيار المحض فقد دعت الظروف لأن ألتحق بالعمل في الخطوط السعودية حين كنت طالبا ومن ثم أكملت دراستي في معهد الطيران المدني في مجال المراقبة الجوية وبعد تخرجي عملت في مطار جدة القديم ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، وكان لابد من أن أخضع للعديد من الدراسات والتدريبات في مجال المعلومات الملاحية في مطارات العالم في الشرق والغرب، وخلال هذه المسيرة كانت لديّ موهبة عشق الصحافة وأدركتني حرفة الأدب متعاونا مع عدة صحف عكاظ والبلاد ومجلة اقرأ، ومن ثم كاتبا فيها وفي صحف

أخرى منها المدينة والشرق.

وفي تلك الفترة مع تأسيس الأندية الأدبية كنت ضمن الأدباء الذين ساهموا في تأسيس نادي جدة الأدبي عام 1395هـ، خلال علاقتي بالأستاذ الكبير محمد حسن عواد، أما حصولي على ليسانس إدارة الأعمال فقد حصلت عليها عندما كنت أدرس في المعهد الفيدرالي الأمريكي للطيران في أوكلاهوما وفلوريدا.

جائزة عواد للإبداع

* عملت مستشارا ثقافيا وإعلاميا والأمين العام لجائزة محمد حسن عواد للإبداع فما سبب توقف الجائزة؟

- لم تنقطع علاقتي بنادي جدة الأدبي بعد استقالتي مع مجلس إدارة النادي، مع الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين -رحمه الله- بعد مشوار دام لأكثر من ربع قرن، فقد استمرت علاقتي بالنادي مع إدارة رفيقي في مشوار النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني، ليس من خلال مجلس الإدارة ولكني كنت قريبا منه وأعمل معه، وقد انطلقت جائزة الأستاذ محمد حسن عواد للإبداع في عهده وببادرة طيبة من الأديب الأستاذ أحمد محمد باديب، الذي مول مشروع الجائزة، لأن الأندية الأدبية لا تتحمل ميزانيتها نفقتها، واستمرت الجائزة، مع إدارة الصديق الدكتور عبدالله السلمي، لذلك استمرت الجائزة لموسمين متتاليين حصل عليها في السنة الأولى الشاعر الراحل عبدالله عبدالرحمن الزيد، وجائزة وفاء لاسم الشاعر محمد الثبيتي رحمه الله، في السنة الثانية الشاعر عبدالله الصيخان، وقيمة الجائزة في الموسم للفائز ولجان التحكيم والمكافآت ما يقرب نصف مليون ريال، ولما توقف الدعم حُجبت الجائزة.

توقف الدعم

* هل توقفت الجائزة بعد انتخابات النادي وانتهاء فترة مجلس إدارة الدكتور عبدالمحسن القحطاني؟

- لم تتوقف الجائزة بعد خروج الدكتور عبدالمحسن القحطاني كما ذكرت سابقا، فالموسم الثاني للجائزة كان في بداية فترة مجلس إدارة الدكتور عبدالله السلمي واحتفلنا بتوزيع الجائزة ومن ثم توقف الدعم وتم تعليق الجائزة، صرح بعدها الدكتور زيد الفضيل الذي تولى أمانة مركز باديب للدراسات الثقافية والإعلامية وكنت ولا زلت عضوا في المجلس الاستشاري للمركز، صرح أن المركز بصدد تمويل الجوائز التي كان يدعمها المركز، ومنذ ذك التاريخ لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن الجائزة.



مشوار حياتي

* لأكثر مني 25 عاما عملت أمينا لسر النادي الأدبي الثقافي بجدة فماذا خرجت به من هذه التجربة؟

- مشوار حياتي كان منقسما إلى ثلاثة فرع، الأدب والثقافة، والإعلام والصحافة، وعملي الأساسي في الطيران. ومشواري مع النادي الأدبي وقد عاصرت مراحل تأسيسه وتطوره وبناء صرحه الشامخ الأول الذي بناه تجار مدينة جدة خلال فترة الأستاذ أبو مدين الذهبية الذي تقيم فيه جمعية الثقافة والفنون نشاطها حاليا، والصرح الثاني الحالي الذي بناه أبناء الشيخ حسن شربتلي في فترة الدكتور القحطاني، خلال فترة وجودي في النادي شهدت الحركة الأدبية والثقافية أحداثا كثيرة كان لها أثرها في المشهد الثقافي فمن على منبر نادي جدة يمكنني القول أن النادي استطاع أن يُحدث تغييرا له أثره الباقي حتى الآن، وإذا أردت المزيد أحيلك إلى كتابي (في أروقة الثقافة) ليعرف الجميع ماذا خرجت من هذه التجربة الثرية، استفدت منها عطاءا وإنتاجا والكثير من العلاقات بين الأدباء والمؤسسات الثقافية في داخل المملكة وخارجها.

نظام الانتخابات

* طالبتم بتفعيل العمل بنظام الانتخابات في الأندية الأدبية وتحققت فهل نجحت التجربة وماذا كان ينقصها؟

- للأسف الشديد تجربة الانتخابات لم تكن ناجحة بشكل كامل، حدثت فيها الكثير من الأخطاء والتجاوزات نتيجة تلاشي الشفافية والمصداقية في النتائج، وزاد الطين بلة الإخفاق في الوصول إلى حلول نهائية وصيغة مناسبة للوائح التنظيمية للأندية الأدبية وتحديد الأهداف الإستراتيجية لها، وكان تعطيل العمل نتيجة متوقعة، وكما يبدو للأسف خلال السنوات الماضية حدثت تغييرات متتالية لوزارة الثقافة والإعلام ومن ثم هيئة الثقافة وأخيرا وزارة القافة، وهذا أثر تأثيرا كبيرا في تحقيق العديد من المشاريع التي يمكن من خلالها تطوير الأندية الأدبية، والتي أسهمت بشكل كبير منذ تأسيسها في إحداث طفرة كبيرة في الحركة الأدبية والثقافية.

تقصير ثقافي تجاه الأندية

* وكيف ترى تخلي وزارة الثقافة عن الأندية الأدبية؟

- ما كان مُخطط له خلال فترة وزارة الوزير عادل الطريفي، كان يُفترض أن يتم تكوين مراكز ثقافية متكاملة يتم فيها دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، والإقبال على الانفتاح على كل المعطيات الإبداعية الأدبية والثقافية والفنية من خلال الرؤية المستقبلية 2030 التي تقوم على عنصري الثقافة والترفيه، ولكن الوزارة أولت الفنون الجزء الأكبر من اهتمامها وتخلت عن الأندية الأدبية، وتعتبر خارج اهتماماتها بدليل تجميد الانتخابات والبقاء على ثلاثة أعضاء منهم الرئيس لتصريف أمور النادي والاعتماد على ما يمكن جنيه من موارد مالية ودعم خارجي لميزانيتها، لذلك تجد أغلب بل معظم الأندية الأدبية الـ 14 مغلقة وخالية الوفاض.

* وماذا بشأن مشروع متحف نادي جدة الأدبي الذي أطلقت فكرته خلال الاحتفال مرور 40 عاما على تأسيسه؟

- كما تعلم تحمست إدارة النادي الحالية للمشروع، والمواد جزء منها محفوظ في النادي، وقد اجتمعت أكثر من مرة مع رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي وهو من أشد المتحمسين له، ومن ثم تواصل معي المسؤول الإداري للنادي الدكتور عبدالرحمن السلمي، وكان للنادي مقترح بشأن المتحف، ولكن كما توقف كل شيء وتعطلت معظم النشاطات، وهذا أمر طبيعي نتيجة ما آل إليه حال الأندية حاليا.

الكتاب المبدعون

* تم اختيارك من بين أدباء ومبدعي العالم للمشاركة في برنامج تجارب الكتاب المبدعين في جامعة أيوا بالولايات المتحدة عام1995م فما سبب هذا الاختيار وماذا قدمت في هذا المحفل العالمي؟

- قام الدكتور أبو بكر باقادر مع الأديبة الأمريكية أفا مولنر بترجمة عدد من القصص السعودية صدرت في مجموعتين، تُرجمت فيهما قصة أخبار خالتي رقية وقصة يوم عصيب، وقصتي خالتي رقية.. قصة شعبية كلوحة فسيفسائية للبيئة الحجازية تضمنت مفردات ومصطلحات لها علاقتها بتراثنا العمراني والبيئي. نالت القصة إعجاب المركز الثقافي الأمريكي، ولما كان لدى جامعة أيوا الأمريكي برنامج سنوي لدعوة المبدعين من شعراء وأدباء وروائيي العالم للمشاركة في موسم دراسي في فترة الخريف مدته خمسة شهور، فجاء اختياري للمشاركة بترشيح من المركز لتمثيل المملكة مع ثلاثين مبدعا من مختلف العالم، وجاءت الموافقة على مشاركتي من قبل هيئة الطيران المدني الجهة الرسمية لعملي ووزارة الإعلام حينها، المهتمة بهذا الجانب، وكان لي أن شاركت بمحاضرات وفي حوارات مفتوحة وورش عمل للإبداع وللترجمة وقراءات قصصية في المكتبات العامة، كانت بحق تجرية ثرية وفريدة، اعتبرتها أهم ما حصلت عليه في تجربتي في كتابة القصة والتواصل مع إبداع وثقافة الآخر.

لا جفوة ولا قطيعة

* ما سبب ابتعادك عن الأندية الأدبية؟ هل هي جفوة أم قطيعة؟

- لا هذه ولا تلك! لا زالت العلاقة قائمة وإن كنت أعتبرها فاترة، نتيجة توقف الأندية عن مواسمها الثقافية ونشاطاتها الأدبية، وعلاقتي برؤساء الأندية في جدة والأحساء والرياض والحدود الشمالية قائمة، ولكن كما يبدو لي حسب المثل الشعبي الدارج (البعيد عن العين بعيد عن القلب)، فأنا كما تعرف من عسكر الأندية الأدبية القديم.

الإذاعة عشقي الثاني

* لك تجربة في تقديم برامج إذاعية ودرامية إذاعية وتلفزيونية فماهي أبرزها وماذا أضافت لك؟

- عشقي الثاني هو الإذاعة عشت في ستوديوهاتها وخلف الميكرفون لمدة تزيد على عقدين كاملين عملت خلالها مع روادها الكبار وكنت سعيدا بالتعاون معهم وفي مقدمتهم الأساتذة بدر كريم، مطلق الذيابي، سليمان عبيد، حسين العسكري، محمد الشعلان، حسين نجار، عبدالله راجح وغيرهم، أعددت العديد، من البرامج الثقافية والمسلسلات الدرامية التي كان أكثرها يستمر لعشر دورات إذاعية، ولازال أكثرها محفوظا في أرشيف الإذاعة، أعتز كثيرا بمسلسلاتي الدرامية وبالأخص الرمضانية منها التي كان لها نكهتها المميزة.

الكتاب الأقرب للنفس

* لك العديد من المؤلفات في الأدب والثقافة والقصة وغيرها، ما هو الكتاب الأقرب إلى نفسك؟

- سؤال صعب والإجابة عليه أصعب، فكل كتاب له مكانته وله مناسبته والظروف التي خرج بعدها وأصبح في أيدي الناس، أول كتاب ضم مجموعة من أحاديثي للإذاعة قرأه وراجعه لي أستاذي محمد حسن عواد وصدر عن النادي في عهده ( من وحي الرسالة الخالدة) حصلت سنتها مكافأة له من جلالة الملك خالد رحمه الله، أعتز بها ليس لقيمتها المادية، وإنما لأنها تمثل أول تقدير لعطائي الفكري من القيادة الحكيمة، ثم أول مجموعاتي القصصية (نقطة الضعف) لها ذكرى خاصة في نفسي رغم أنها تمثل بداياتي في كتابة القصة، فقد مررت خلالها بتجربة قاسية، فخلال وجودي في لبنان لطباعتها قامت الحرب الأهلية هناك ومررت بظرف عصيب، ثم مجموعتي القصصية (ما جاء في خبر سالم) التي صدرت في القاهرة وكانت بمثابة المفترق المهم في مسيرة إبداعي القصصي، فقد حظيت المجموعة بقراءات متعددة من النقاد، وكانت سفير إبداعي القصصي خلال رحلتي في أمريكا وتواجدي مشاركا في برنامج المبدعين في العالم، وكانت من المواد التي خضعت للترجمة لأكثر من لغة، أما الأهم فهو كتابي (في أروقة الثقافة) الذي كان بمثابة السرد لجزء مهم من سيرتي ومسيرتي في مشواري الأدبي والصحفي وما تخلله من مشاهد وانطباعات.

«جائزة البوكر»

* حقق بعض الروائيين السعوديين «جائزة البوكر»، فهل أنت مع هذه الجوائز وهل هي معيار لتميز الروائي؟

- الذين شاركوا في مسابقات هذه الجوائز قديما وحديثا، وحتى الذي فازوا فيها مشاركة مع الغير، يعلمون أنها جوائز تحكمها سياسات وأحكام، حتى جائزة نوبل العالمية يشوبها الكثير من الشكوك في نزاهتها ومصداقيتها، ولكن هذا لا يعني أن الذين فازوا بجائزة البوكر لا يستحقونها، وبالأخص المبدعين الحقيقيين الذي ندرك أنهم يستحقونها بجدارة.

* ما هو جديدك المقبل؟

- أعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لكتابي المهم (في صحبة عبقري حالم/ أيامي مع العواد)، يتضمن مشواري الطويل مع الأستاذ الكبير محمد حسن عواد معلمي، كتبت فيه ما أتذكره من مواقف ومشاهد لا يعرفها الكثير من محبي هذا الشاعر العبقري عاداته، سلوكياته، حياته الخاصة، ما يحب ما يكره، مواقفه مع خصومه، بالإضافة إلى ما قاله لي ولم ينشر قط. الكتاب كانت بدايته بمحاضرة ألقيتها في أسبوعية الصديق الكبير الدكتور عبد المحسن القحطاني قبل عدة سنوات وكان عنوانها (ما لا تعرفونه عن العواد).

أبرز الجوائز التي حصل عليها الضيف:

- أهمها درع من جامعة الدول العربية ضمن مهرجان تكريم المبدعين العرب في دورته في عَمّان عام 2011 م.

- درع من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة رحمه الله عام 1415هـ في حفل تكريم الأعضاء المؤسسين لنادي جدة الأدبي.

- سيارة مازدا في المسابقة الثقافية لتهامة ومجلة أقرأ.

- ساعة «رولكس» من مسابقة جريدة البلاد.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store