Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

يبدو لي ذلك كذلك!

A A
- على الرّغم من اقتناعك بكثيرٍ من الحقائق الصادمة.. إلا أنّك تسيرُ في الحياة مُتجاهلاً إيّاها، وكأنّك لا تعلم عنها شيئاً.. يبدو لي أنّ الأوهام أكثرُ أهمّية للنفسِ والمزاج واستمرارِ الحياة، من الحقائق. - يبدو لي أن الحبّ إجابةٌ لتساؤلاتٍ وجودية.. إذ يُمكن للعلم أن يُحسّن حياة الإنسان ويهبه المَعيشة السّهلة.. لكن يبدو أن الحبّ هو الوحيدُ القادر على انتشالِه من براثن القلقِ والغضب، ومنعِه من تدمير الذات.

- يبدو لي أنّ الحبّ الحقيقي، موصّلٌ فعّال للمشاعر والرّغباتِ والأفكار والطّباع والقناعات، وحتى الآلام بين المُحبّين، إذ يبدو أنّه حقًّا «صفقةٌ كاملةٌ» في الفرحِ والترح، والصحةِ والمرض، والحياةِ والموت.

- يبدو لي أنّ العالَم يتّجه بقوّة إلى تفكيكِ كينونةِ الإنسان، وفصلِ جانبه الرُّوحي عن جانبه المادّي، وإغراقِه في وهْمِ السّعادة المُزيّفة والمُتع الحسّية، وإحكامِ السيطرة على العقلِ الجمعي للجماهير.. إنه عالمٌ مُتغيّر.. عالمٌ خطيرٌ جداً.

- يبدو لي أنّ موجةَ تطوير الذات، وما يسمّى بعلوم الطاقةِ وأشباهها.. مثل كثيرٍ من أصحابها، أخذت أكبرَ من حجمها، وانتشرت بشكلٍ يكاد يكونُ مُبتذلاً وسمِجاً.. لكنني أعود وأقول: يبدو أنّها قد تُفيد بعض الناسِ الموهومين والبُسطاء أو البُلَهاء، وبعض أصحابِ اضطرابات الشّخصية والنفسيّة الخفيفة!.

- يبدو لي أنّ معظم الناس ليسوا سُعداء، فالظروفُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ والسياسيةُ العالمية، أسبابٌ قهريةٌ لغياب الطّمأنينة وانتشارِ القلق والخوف.. إنّه التعاملُ مع المجهول الذي يضيّق الخناق على الرُّوح، ويبعثُ على التملمُل والتوجّس.

- عموماً، يبدو لي أنّ التقدّم في العمر مرتبطٌ بازدياد الشُّعور بالسّعادة والطمأنينة.. والسبب: الوصول إلى قناعةٍ أنّ الحياةَ محض هُراء!. وفي النهاية، يبدو لي أنّ غالب البشرِ ينتقون من الأخلاقِ وتعاليم الدّينِ ما يُناسب توجّهاتِهم واعتقاداتِهم ورغباتِهم وميولِهم ومصالِحهم الشخصية.. ويتجاهلون ما يُعارضها أو يتسلّط عليها.

- وأخيراً، يبدو لي أنّ الفيلسوف (برتراند راسل) كان مُتفائلاً أكثر مما يجب، في أمله أن تتوصّل البشريةُ إلى وَحدةٍ عالميةٍ تجمعهم على السّلام والوفاق والتّعاون!. فالإنسان يبدو أنّه ينقلبُ على نفسه.. والعالمُ يدخلُ في نمطِ التّدميرِ الذاتيّ.. يبدو لي أنّ نهاية العالم كما نعرفه.. قد باتت قريبة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store