Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

معنى أن تكون «مكة في عيون القيادة»

وأما برنامج خادم الحرمين لاستضافة ضيوف الرحمن، فهو علامة فارقة، حيث يستضيف كل عام مئات من الحجاج على نفقته الخاصة. بل عملت القيادة على إلغاء الرسوم على تكرار العمرة، والذي كان 2000 ريال، ثم أصبح بمبلغ 300 ريال لجميع المتقدمين لطلب التأشيرة.. فإذا أضفنا إلى ذلك جهود إمارة منطقة مكة المكرمة، وهي من بواعث الاهتمام من سمو أمير المنطقة خالد الفيصل، ومنها برنامج: بناء الإنسان وتنمية المكان، والحج عبادة وسلوك حضاري، وملتقى مكة الثقافي من خلال برنامج (كيف نكون قدوة؟)..

A A
أسعدني استضافة جمعية المتقاعدين بمنطقة مكة المكرمة لي بلقاء ثقافي بمناسبة اليوم الوطني، وذلك مساء الاثنين 19/9/2022م وكان بعنوان: (مكة في عيون القيادة)، ولكن للأسف بعض مجموعات الوتس آب لم تضع الإعلان، بحجة أن الموضوع غير واضح!. وزميلات لم يحضرن اللقاء بسبب أنهن غير متقاعدات!. مثل هذه الأمور تدل على عدم القراءة الواعية، والتي يفترض من القارئ أن يتفكَّر حتى لما بين السطور، وأحببتُ أن أُوضِّح لهؤلاء: ماذا يعني أن تكون مكة في عيون القيادة؛ فالتمثيل القرآني الكريم للعين في بعض الآيات، يدل على شدة الاهتمام والحرص كما قال تعالى: (واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)، يعني إن الصبر على العمل بما يرضيه تعالى سيحفظك بحفظه وأمنه وستره، ويقودك للنصر.. والدولة السعودية وضعت مكة في عين اهتمامها خدمةً وتطويراً وبناءً، كيف لا وهي قلب العالم الإسلامي النابض، وهي مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وتشهد التدفقات البشرية التي تزداد عاماً بعد عام. ولم يكن ذلك وليد اليوم، بل منذ تأسيس الدولة السعودية على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، والتنظيمات الإدارية العامة التي قام بها.. ولعل أول هذه التنظيمات هي بسط الأمن لتأمين دروب الحج وسلامة الحجاج، فقضى على قُطَّاع الطرق، ونَشَر السلام.. ثم قام بإرساء قواعد للحج للارتقاء بمهنة الطوافة، وقام بتوسعة المسجد الحرام لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، فأمر بترميم الأروقة وطلاء الجدران وإصلاح مبنى زمزم، وتبليط الصفا والمروة بالحجر. كما كان أول من أدخل المصابيح الكهربائية والمراوح في الحرم المكي.. ثم جاء أبناؤه البررة سعود، وخالد، وفيصل -رحمهم الله- ليُتابعوا مسيرة التطوير في مكة المكرمة. ولعل التوسعة الكبرى في عهد الملك فهد -رحمه الله- حيث شملت تجهيز الساحات الخارجية، وإدخال نظام التكييف المركزي، وأنظمة إطفاء الحرائق وتصريف الأمطار والسلالم الكهربائية.. كما تم بناء الخيام المطورة لحجاج بيت الله، وأمر ببناء جسر للجمرات لزيادة الطاقة الاستيعابية.. وحينما جاء الملك عبدالله -رحمه الله- أمر بتوسعة الساحات الشمالية وتوسعة المسعى للتخفيف من الازدحام والتكدس، وهو مشروع عملاق بلغت تكلفته حوالى (3) مليارات ريال؛ مما ساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام.. وبوصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- ووَضْع الرؤية السامقة 2030م من سمو ولي العهد لاستقبال 30 مليون معتمر وحاج سنوياً؛ فتحت أبواب التطوير على مصراعيها لخدمة مكة والحرمين الشريفين عموماً، وفي مقدمة ما عمله، متابعة توسعة المسجد الحرام، حيث يُتوقَّع أن يصل استيعابه إلى مليوني مُصل تقريباً في وقتٍ واحد. وأما الخدمات الإنسانية والحضارية، والتي دأبت حكومة المملكة على تنفيذها، لتحقيق التبادل الفكري والمعرفي والعلمي والثقافي بين المسلمين، فأذكر منها: إقامة مؤتمر مكة الأول، وتنظيم ندوة الحج الكبرى، والتي تقام سنوياً، بدعم من القيادة منذ عام 1390هـ.. ويشارك فيها نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.. كما تم إنشاء معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة.. فأصبح بوتقة علمية ونقلة نوعية في البحوث والدراسات التطبيقية، كما تم إنشاء كرسي الملك سلمان، وذلك استمراراً لجهوده في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي. وأما برنامج خادم الحرمين لاستضافة ضيوف الرحمن، فهو علامة فارقة، حيث يستضيف كل عام مئات من الحجاج على نفقته الخاصة. بل عملت القيادة على إلغاء الرسوم على تكرار العمرة، والذي كان 2000 ريال، ثم أصبح بمبلغ 300 ريال لجميع المتقدمين لطلب التأشيرة.. فإذا أضفنا إلى ذلك جهود إمارة منطقة مكة المكرمة، وهي من بواعث الاهتمام من سمو أمير المنطقة خالد الفيصل، ومنها برنامج: بناء الإنسان وتنمية المكان، والحج عبادة وسلوك حضاري، وملتقى مكة الثقافي من خلال برنامج (كيف نكون قدوة؟).. وهناك ما تقوم لجنة السقاية والرفادة في توزيع ملايين الوجبات وعبوات المياه لضيوف الرحمن.. وحتماً كان لدور الرؤية أثر عظيم في تحفيز الإنجازات، حيث تم إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛‏ باعتماده من الملك سلمان في 23/9/1440هـ، وكان الاهتمام منصبًّا على التوسعات الضخمة، وهي التوسعة الثالثة، والتي تضمَّنت تطوير للمسعى والمطاف، والساحات، والأنفاق، ومحطة الخدمات المركزية.. أما الحرم المكي الشريف؛ فقد أولاه معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ أ. د. عبدالرحمن السديس جل اهتمامه، فأصبح الحرمان الشريفان خلية نحل تعمل على مدار الساعة، لتوفير كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار. فالنظافة تُدار بطريقة تكنولوجية منظمة مع توفير عمالة مدربة، كما يوجد مراكز للتائهين، وعربات الغولف لنقل كبار السن والعجزة.. وأيضاً العربات اليدوية والكهربائية، وتوجد إدارة الاعتكاف، وإدارة الأبواب، وإدارة الشؤون النسائية، وإدارة الحشود، بالتعاون مع الأمن العام والقوات الخاصة، وهي خبرة متفردة وجديرة بالتقدير، كما استخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتات في خدمة قاصدي المسجد الحرام. ثم يأتي دور وزارة الصحة البارز في خدمة ضيوف الرحمن وتجهيزها للمستشفيات في مكة المكرمة، وإعدادها لأسطولها من سيارات الإسعافات، والطواقم الطبية الماهرة والمدربة.. ومطار الملك عبدالعزيز الجديد، وهو بوابة مكة، وتطوير محطات النقل، والطرق المؤدية للمسجد الحرام، والمنافذ البرية والبحرية، وقطار المشاعر، وقطار الحرمين.. وهناك توجيه بإعمار المساجد التاريخية في مكة: مثل مسجد بيعة العقبة، ومسجد الفتح، كما أن المساجد الموجودة مثل مسجد الخيف، ومسجد نمرة، ومسجد المشعر الحرام يتم تأهيلها وصيانتها كل عام. وقد تم توفير جميع الإمكانات التقنية المتاحة، لاستضافة العدد الأمثل لإجراءات القدوم، مثل: المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وآخر لحجاج الداخل، ومبادرة طريق مكة، ودورها في تقليص زمن بقاء الحجاج في المطارات. كما تم استحداث 37 محطة للجيل الخامس في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة: وهي إحدى مبادرات (الحج الذكي)، وابتكار الاسورة والبطاقة الذكية للحاج. كما استخدمت التقنية في توجيه الحافلات من خلال منصة ضيف ومنصة أرشدني. ثم يأتي دور وزارة الشؤون البلدية وأمانة العاصمة في إعداد البنى التحتية في مكة للجسور، وإجراء عمليات الصيانة للطرق والمرافق المختلفة، والتأكد من سلامتها وأدائها بكفاءة عالية. ويُعد المرسوم الملكي لنظام مقدمي الخدمات: رقم م/111 بتاريخ 17/9/1440هـ وتحويلها إلى شركات في غاية الأهمية لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتوسيع قاعدة المشاركة للكفاءات الوطنية. كذلك اهتمام القيادة بإنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة، وتكليف الملك سلمان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- رئيساً لها، وهو قرار تاريخي للارتقاء بالمنطقة، كما تم وضع شركة كدانة لتكون الذراع التنفيذي لها.. وتم الاهتمام بالآثار التاريخية وتطوير غار حراء، وإقامة (معرض الوحي)، لرصد تاريخ الهجرة النبوية الشريفة، وهو مشروع يدعو للفخر والاعتزاز؛ فهذا المعرض يضم معروضات بأساليب تكنولوجية عالية.. وهناك مشاريع تحت الإنشاء، وهي طريق الملك عبدالعزيز الموازي (مسار)، ومشروع حافلات مكة. وهناك مشاريع مستقبلية مثل: (رؤى الحرم المكي)، و(مشروع مكة الذكية للأغذية) بالعكيشية.. لتكون منطقة مكة مركزاً اقتصادياً عالمياً، وهناك مشروع الفيصلية. هذا غيض من فيض مما تقوم به الدولة السعودية في مكة.. فهل عرفتم يا سادة معنى أن تكون مكة في عيون القيادة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store