فائت الأمثال لفواز اللعبون

من بين الكتب الجيدة التي لم تلق ما تستحق من النقاد والمهتمين بالكتب، كتاب عنوانه " فائت الأمثال: مقاربة أدبية ساخرة" من تأليف الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون، وصدر في عام 1430هـ/2009م عن نادي الأحساء الأدبي في 144صفحة من القطع دون المتوسط.ومادة الكتاب في الأصل سبق نشرها في "مرآة الجامعة"، ولقيت صدى جيداً من لدن القراء، وهو ما شجع المؤلف على جمعها في هذا الكتاب الذي قدم له بمقدمة تحت عنوان " على الضفاف" تحدث فيها عن فكرة الكتاب والمنهج، وألمح إلى تأثره بالحريري في مقاماته.وبإلقاء نظرة على فهرس الكتاب نقرأ ثلاثين مثلاً، منها: أبطأ من قاض، وأحيل من مصرف، وأشفع من واو، وأشكل من حداثي...وواضح من خلال هذه العناوين جرأة المؤلف في نقد العيوب الاجتماعية نثراً وشعراً؛ ولذلك حاول الناشر التخلص من مسؤولية المادة إذ نقرأ العبارة التالية: " نشر هذا الكتاب من قبل نادي الأحساء الأدبي وما ورد فيه من معلومات تحت مسؤولية المؤلف، ولا تعبر عن وجهة نظر النادي بأي حال من الأحوال"!يقول المؤلف في مقدمته: " انتهجت منهجاً موحداً جرت عليه جملة من الأمثال القديمة، فابتدأت بنص المثل، ثم أورت السياق الذي يُضرب فيه مع شرح ما يحتاج إلى شرح من مفرداته، يلي ذلك أصل المثل المتضمن قصته المفتعلة، وختمته بأبيات شعرية يشتمل أحدها على المثل الوارد..".ويقول تحت عنوان " سخافة لم يقلها التربوي": " وهو مثل يقال في الكلام البارد، قليل المنافع منزوع الفوائد، والتربوي من أشغل نفسه بالقشور، وغفل عن جلائل الأمور، وانصرف عن شؤون التعليم، وبالغ في التنظير والتنظيم، فخرج على يده جيل ضعيف لا يقوى على كسر رغيف..". وتكمن قيمة الكتاب في اتكائه على القالب التراثي مستفيداً من طريقة الميداني في أمثاله والحريري في مقاماته، مع إضفاء الطابع العصري في التراكيب والكلمات والموضوعات، متجنباً العويص من الألفاظ والغريب من الكلمات قدر الإمكان، وأرى أن مادة الكتاب صالحة لأن يأخذ نموذج منها طريقه إلى المناهج الدراسية.وليس ثمة مأخذ على الكتاب سوى مبالغة المؤلف في ضبط الكلمات بالشكل، وبخاصة أن عدداً منها لا تحتاج إلى ذلك.aaah1426@gmail.com