Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

السيادة سعودية.. والأزمة أمريكية

A A
* بعض نواب اليسار في الكونغرس الأمريكي ودبلوماسييهم وأتباعهم من الإعلاميين، الذين يُعادون دائماً كل ما هو سعودي استغلوا قرار (أوبك بلس) بتخفيض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً بداية من شهر نوفمبر القادم؛ للهجوم على المملكة حتى وصل الأمر إلى لغة التهديد، والتأكيد بأن واشنطن تدرس خيارات ضدها ومن ذلك: مشروعات قرارات شبيهة بـ(جاستا)، وكذا سحب منظومة صواريخها من الأراضي السعودية، والتوقف عن تزويدها بالأسلحة.

* وهنا ذلك القرار صدر عن (أوبك بلس) التي تمثل منظومة من مجموعة دول، وليست المملكة، التي وحدها تقريباً طالتها سهام تلك الحملة المسعورة والمشبوهة، والتي يبدو أن القائمين بها وعليها لم يدركوا حتى الآن أن (السعوديين) بقيادة حكومتهم الرشيدة والحكيمة والحازمة يملكون قراراتهم السيادية، وما من شأنه السعي وراء كل ما يعزز اقتصادهم وتنفيذ مشاريع تنميتهم ورؤيتهم الطموحة 2030م، وأنهم لا يخضعون للضغوطات أياً كان مصدرها أو نوعها، وأنهم قادرون على مواجهتها؛ فيكفي أنهم شركاء مع العالم أجمع، ومنفتحون جداً على دوله وقواه الكبرى.

*****

* أمرٌ آخر وهو أن تاريخ (الرياض) فيه الشهادة على حرصها المستمر على استقرار أسعار النفط، وأنها لم ولن تستخدمـه كـ(ورقة سياسية، فهو في عقيدتها مجرد سلعة، وليس سلاحاً أو طائرة أو دبابة يمكنه إطلاق الرصاص)، وهذا ما أكده معالي وزير الدولة لشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير لـ»فوكس نيوز»، مضيفاً: إنّ قرار تخفيض إنتاج النفط لا يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، وأن أزمة ارتفاع الوقود هناك سببه عجز مصافي التكرير التي لم تُدعم بغيرها منذ 20 عاماً.

*****

* ومن جانب آخر فـ(أمريكا) التي تزعم رفع لواء خفض أسعار النفط -وفي تناقض ليس بالغريب أو العجيب- هي نفسها التي تبيع الغاز لأصدقائها في أوروبا بأسعار مضاعفة، وهذا ما أشار إليه الرئيس الفرنسي ماكرون خلال اجتماع القادة الأوربيين في براغ في تصريح موجه للساسة الأمريكيين نقلته «شبكة فرانس 24» يوم السبت الماضي، ونصّه: «نشكركم على تقديم بديل للغاز الروسي، لكن لا نستطيع تحمل ثمنه الذي يتجاوز أربعة أضعاف ما يُباع لشركات الداخل الأمريكي».

*****

* أخيراً قرارات ومواقف (المملكة) صادقة وعادلة وقبل ذلك سيادية، ولكن تلك الحملات الدبلوماسية والإعلامية المغرضة التي تحاول تشويهها، وهي التي أرجو التصدي لها بالأدوات نفسها، ومن خلال التواصل مع الأصوات والأقلام المحايدة والمنصفة ذات الأثر والتأثير العالمي، وقبل ذلك صناعة تقارير إعلامية مكتوبة ومرئية تكشف الحقائق، والعمل على بثها ونشرها في كبريات وسائل الإعلام حول العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store