Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

لا تغسل وجهك وقت المضاربة!!

لكن بالعقل عرفناه

A A
يحكي أحدهم بأنه: (كان معي باص أنيسة أيام الحج نترزق الله، فدحش الشيطان بيني وبين سيارة ثانية «قد رايتَ» على أساس تدخل يمين، تدخل يسار، تعرف أنت حج وطلب رزق، وزحمة الصدام بالصدام، فنزلت أنا وياه خلاص نتلاطم ما في حل، فقال لي واحد من الحجاج: «اتقي الله، قل لا إله إلا الله، والعنوا الشيطان يا أخوان، وخلاص أغسل وجهك عشان تهدأ»)!

يقول: (فغسلت وجهي عند الباص والناس ماسكينه وماسكيني»قد رايتَ»، وما رفعت راسي إلا وجاني ذاك الكف، تعرف مع غسيل الوجه يجيله صوت «ططع»، والله

لولا الحياء كان بكيت ياخي، يعني أنا اتعوذ من الشيطان وأغسل وجهي وأنت تجي تلطمني، وبعدها تماسكنا ولكن الكف يزن بأذني «زنننن»، جاني كف صح، فلذلك لا تشغل نفسك بشيء آخر و»لا تغسل وجهك وقت المضاربة»)!!

مع أنني دخلت بنوبة ضحك هستيرية، لوضع سائق الباص، وهو يشرح حالة البؤس والندم وحرارة الخد، جراء الكف الصح اللي جاه ووجهه غرقان (ططع)، إلا أنني أوصي المؤلفين، ودور النشر، وجمعية حقوق الإنسان، بإدراج حكمة (لا تغسل وجهك وقت المضاربة) على رأس قائمة كتب: (المنتقى من أمثال العرب) و(من الأمثال العامية) و(صفعة واحدة ربما تكفي)!!

حين تشتد القضايا العائلية: يتدخل المصلحون لتهدئة الأب تجاه طليقته الحاضنة، مرددين بأن ما يقوم به الولد أو البنت المراهقة من بثوث (التيك توك)، مواكبة للحضارة ومصدر للكسب والشهرة، فيما يتمادى الأبناء بارتكاب الأعمال الخادشة، مستغلين هذه الهدنة، حتى يوجهوا له صفعه قوية، حين يصدر بحقهم بيان (تم القبض)، لذلك تنبه أيهت الأب وخذ حذرك، وخلي حكمتك بالحياة (لا تغسل وجهك وقت المضاربة)!

حين تشتد الجرائم الاحتيالية: بانتحال الوافدات الفاشينيستا شخصية المرأة السعودية لممارسة الإعلانات بمواقع التواصل، فيتدخل المتسترون لتهدئة من يطالب بفضحهم وترحيلهم، حتى تمادين بإصدار تصاريح «موثوق» بأسماء مواطنين، مستغلين هذه الهدنة، ليوجهوا صفعة قوية للمجتمع تهدد هويته وتركيبته، لذلك تنبه أيها المغرد ولا تكن مثاليا بزيادة وخذ حذرك، وخلي حكمتك بالحياة ؛(لا تغسل وجهك وقت المضاربة)!

حين تشتد الخلافات التجارية: وتتراكم المعاملات المشبوهة من شريك تجاه بقية الشركاء المساهمين، ويتدخل المصلحون لتهدئتهم مراعاة لحق الشراكة، فيما يستمر الشريك بخيانته للأمانة وألاعيبه الشيطانية، مستغلاً هذه الهدنة، فيوجه لكل منهم صفعة قوية بإشهار إفلاسه، لذلك تنبهوا أيها المستثمرون وخذوا حذركم، وليخلي كل منكم حكمته بالحياة (لا تغسل وجهك وقت المضاربة)!

لا شك أن الإنسان في زحمة مشاغله، وهو يسعى ليل نهار وراء لقمة عيشه، قد يتشتت ذهنه وتتملكه الحيرة والربكة «ما يدري يروح يمين، يروح يسار»، فيكون عرضة للمشاكل المتوالية، وقد يصغي لا شعورياً لأي صوت هادئ يأتي لمواساته والوقوف بجانبه، دون أن يلقي بالاً لنواياه ومقاصده، أو لمدى خبرته وحكمته، فينساق خلفه وينفذ نصيحته «قد رايتَ» فيتلقى (صفعة قوية) تظل «تزنننن» بخياله وتطبع بذاكرته طوال حياته!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store