وزير جديد لوزارة التعليم المهمة جداً للوطن، فهي المربِّي الأول، والغرسة الطيبة، والاستثمار الهادف في بناء الوطن.
طلابنا أثبتوا نجاحاً وتفوُّقاً بعددٍ من المناسبات الدولية على مستوى العالم؛ بعد أن كُنَّا نعيش حالة خجولة خلال العقد الماضي.
وزير جديد من باب الاقتصاد، الذي هو عصب الحياة، إلى باب البناء والعلم؛ الذي هو سبب رُقي الأوطان.
في عصور التاريخ الإسلامي الأول، كُنَّا -كعربٍ ومسلمين- مصدر الحداثة والعلم والاختراعات، وبعد خمولٍٍ وكسل، أصبحنا عالم ثالث كما يدَّعون.
اليوم أتكلَّم عن المنشأة التعليمية، من خلال المباني الدراسية الكاملة والمتكاملة، فبعد غياب دام ثلاث سنوات بعد التقاعد من المدرسة، شاءت الظروف كأب أن أزور ابني في مجمع مدارس القلعة الحجازية الرائدة؛ من خلال ما تُوفِّره من منشآتٍ مذهلة؛ لعملية تعليمية متكاملة؛ من فصولٍ وساحات، ومعامل وملاعب نموذجية.
حقيقةً، اندهشتُ مما شاهدت، بعد أن قضيتُ أكثر من ٣٥ عاماً بالتعليم، لم أشاهد فيها مكانا متكاملا تعليمياً بالمراحل الثلاث، فقلتُ في نفسي: لماذا لا تكون مدارسنا الحكومية مثل هذه المدارس؟، ولماذا ما زلنا نعتمد على بيئة مغلقة من المباني المستأجرة؟، ولماذا ما زلنا نعيش بمدارس تُستَخدَم صباحاً ومساءً؟، هل هي الكثافة السكانية، أم هي أخطاء الماضي المتراكمة؟.
يستطيع من أتى التعليم من باب الاقتصاد؛ أن يحل شيئاً من مشاكل المباني، ويُوفِّر نماذج رائدة للمدارس الحكومية، خاصةً أن التعليم يحظى مع الصحة بأكبر قدر من ميزانية الدولة.. فهل نستعين بالقطاع الخاص من أجل إنشاء مباني تُحاكي بعض المدارس الخاصة المتطورة؟، أعتقد ليس صعباً البدء -في كل حي- بإنشاء نماذج رائدة للمدارس، بالتعاون مع القطاع الخاص، وأن تكون تجربة واستثمار بين القطاعين برسومٍ ميسرة، وربَّما خلال عشر سنوات تعود المدارس كاملة باستثماراتها لقطاع التعليم.
خاتمة:
نتمنى من معالي وزير التعليم أن يلقي نظرة، من خلال زيارة منطقة المدينة المنورة، على مدارس القلعة الحجازية، ربَّما يجعلها بنظرته الاقتصادية نموذجاً لمدارس المستقبل.. وشكراً جزيلاً لمن أهدى الوطن مثل هذه المنشأة، ولو كان من باب الاستثمار، الذي أراه حلالاً خالصاً؛ لمن يُقدِّم مثل هذه المنشآت التعليمية بكافة أرجاء الوطن.
mohmdmrwany@
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
