Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

البطالة.. هل تقع الملامة على سوق العمل ؟!

شذرات

A A
منذ انتشار وسائل التواصل والتقنية الرقمية بين البشر خلال العقدين الماضيين، ازداد اليقينُ بأن تقنية المعلومات ساهمت في زيادة البطالة في العالم الذي نعيشه، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى إلغاء بعض الوظائف، وربما يضيف متطلباتٍ جديدةً لسوق العمل ربما بأعدادٍ أقل.

هذه التحديات تواجه جهات عديدة، ومن بينها الجامعات والمعاهد، وتَحمِلها على البحث عن الخروج من عنق الزجاجة؛ من خلال سرعة الاستجابة لمتطلبات المستقبل، وبالتالي لم يعد مقبولاً لدى سوق العمل استقبال أعداد كبيرة من الشباب بدون خبرة سابقة.

ولعل من العدل أن ننظر في المعوقات أو التحديات -كما يحلو للبعض تسميتها- التي تواجه التعليم وتؤثر على مخرجاته، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ضعف مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل، وظهر في السنوات القليلة الماضية الالتفاتُ إلى جودة المناهج، والابتعاد عن التدريس بالطرق التقليدية من أجل توفير بيئة تعليمية محفزة للإبداع والابتكار، وتعزيز المهارات الشخصية للتفكير الناقد لدى الطلاب. وفي هذه المرحلة من التحول الذي نشهده في العديد من الخطط الإصلاحية؛ لم تعد القضية صعبة المنال، لأن هناك إيماناً أنَّ التحديات والعقبات تتطلب قوة الإرادة وعزم الإدارة وخبرات الرجال الأقوياء.

هناك العديد من الدراسات والأبحاث تُظهر بأن 63% من الشباب متخوّفون من سوق العمل، بسبب قلة فرص العمل المتاحة لهم، فضلاً عن تزايد أعداد الخريجين من الجامعات عاماً بعد عام، وبعضهم في تخصصاتٍ بعيدة كل البعد عن احتياجات سوق العمل، هذا إذا استبعدنا حجم الضغوط النفسية لدى الشباب، والحاجة لتكوين أسر يمكن الإنفاق عليها، فضلاً عن ارتفاع مستوى المعيشة بشكلٍ لافت، وكل هذه العناصر تسهم في ارتفاع حجم القلق لدى الشباب.

علينا أن نطَّلعُ على التجارب السابقة في ماليزيا وتركيا.. وغيرهما للاستفادة، لكي نصنع منها نماذج تتناسب مع بيئتنا وطموحنا.

وفي هذا السياق، فإن أحد منتديات الاقتصاد العالمي قد تنبَّأ بأن أعداد الروبوتات التي تعمل حالياً مكان الإنسان، والتي قُدِّرت بـ29%، سوف تتضاعف في عام 2025م، إلَّا أنَّ هذا التحوُّل العجيب سوف يخلق فرصاً وظيفية جديدة للإنسان، وأنه سوف يكون هناك تقاسُم للعمل بين البشر والروبوتات، وهذا الدور القادم يحتّم علينا التكيّف معه.. (وللحديث بقية).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store