Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

«حتى لا ينسم الشيبان الكورة»!!

A A
عندما كنا صغاراً، كان الواحد منا يعود من مدرسته ويتناول الغداء من يد والدته، ثم يذاكر ويحل واجباته، وينطلق عصراً مع رفاقه للعب «الكورة»، كنا نستمتع بمباريات حماسية بين (الشامية واليمانية)، حتى يعلن عن هدف الفوز قبيل المغربية، كانت الأمور تسير بعفوية، عدا خوفنا الدائم من هجوم أحد (الشيبان) ممن لهم مزارع قريبة، حيث ينقض بكل خفة على «الكورة» وينسمها، فلا نجد وبقية الرفاق حلاً إلا أن نطلق سيقاننا للريح! بكل روح رياضية أقولها: ذات المشهد يتكرر بوقتنا الحاضر لكن بصورة مغايرة، فقد أصبح (الشيبان) اليوم يمارسون هواية «تنسيم الكورة» بحرفية عالية، حين يترززون بغالبية البرامج الرياضية بداعي عشقهم للمستديرة الساحرة، حتى يتقربوا منها، ثم يخرجوا ألسنتهم السليطة وأفكارهم المُسَنَّنٌة ويشقونها لنصفين، فيفسدوا المتعة على اللاعبين والمشاهدين!!

بكل روح رياضية أقولها: كثيراً ما صرح عمالقة الصحافة بمقابلاتهم الإعلامية، بأنهم بدأوا مسيرتهم محررين رياضيين، ثم تدرجوا حتى وصلوا لأعلى سلم المجد بتسنمهم منصب رئيس التحرير أو مدير عام القناة، وهذا يؤكد بأن هؤلاء (الشيبان) الذين لا يزالون يتميلحون بتحليلهم بالبرامج الرياضية، ما هم إلا مجموعة من الفشلة الناقمين، لا المحبين العاشقين للرياضة!!

بكل روح رياضية أقولها: حتى مقدمي البرامج الرياضية رغم مسيرتهم الطويلة لا توجد لديهم احترافية، لدرجة أن الواحد منهم بات أشبه: بعريفة الفصل الذي يحاول جاهداً طوال الحلقة إسكات المحللين المشاغبين، أو أشبه بشريطي السيارات الذي يجمع أخوياه الشريطية ليحرج على الأندية ويصم بمايكرفونه اذان المشاهدين، أو أشبه بذلك العاشق الولهان الذي توقفت موهبته الشعرية عند كتابة الخواطر فأصبح يثرثر بالكلام أكثر من ضيوفه، أو بذلك المغرور النفسية الذي يتجنبه أصحابه بالسهرات لأنه يتكلم من طرف خشمه ولا في أحد عاجبه!! بكل روح رياضية أقولها: إذا أردنا أن نحافظ على مكتسبات الدعم الحكومي الكبير للرياضة، إذا أردنا أن يرتقي طموح منتخبنا بكأس العالم من مجرد الأداء المشرف إلى المنافسة، إذا أردنا أن نصنع أكثر من ناد كالهلال يحقق البطولات الآسيوية ويصل من الميدان للعالمية، إذا أردنا إعادة المنافسة الشريفة للمستطيل الأخضر، وإعادة النجومية للاعبين لا لشلة الإعلاميين، فيجب شطب أغلب البرامج الرياضية والاكتفاء بالتحليل الفني بين الشوطين!

بكل روح رياضية أقولها: يجب اختيار محللي الفقرة التحليلية بين الشوطين بعناية بحيث يكونوا من الوجوه الجديدة، يجب أن يخفي الإعلامي الرياضي ميوله حتى لا يصدر التعصب والعبط والشحن النفسي فتستحيل المباريات لمصارعة حرة، يجب إبعاد اللاعبين القدامى الذين ظلوا طوال مسيرتهم حبيسي دكة الاحتياط حتى اعتزلوا قبل أن نفاجأ بظهورهم كمحللين ينتقدون بكل ثقة كبار المدربين والمحترفين، يجب إحالة المحللين الذين تجاوزوا سن الخمسين للتقاعد مع تخصيص معاش ليكتفوا به ويكفوا شرهم عن الرياضة والرياضيين! بكل روح رياضية أقولها: لا مانع أن يعود (الشيبان) الرياضيين المحالين للمعاش ليقضوا بقية حياتهم مع عائلاتهم بمزارعهم النائية، لا مانع أن يمارس الواحد منهم هناك هوايته الصورية بتنقيح النخل، قبل أن ينقض بكل خفة على أولاد الجيران الذين تسطحت «كورتهم» بمزرعته ويمارس هوايته الحقيقة بتنسيمها أو شقها لنصفين، مطلقاً بالخلا صيحاته الاستهجانية وتعليقاته المتعصبة، الخارجة عن الروح الرياضية!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store