Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

سيكلوجية تبرير خطف الأطفال!

A A
لا توجد أسرة في هذا العالم -في الغرب أو الشرق- تستطيع أن تتعامل مع أطفالها بدون توجيه لهم عن فعل أو عدم فعل سلوكيات معينة.. فالأسرة هي حضن الحماية والتنشئة السوية.. من مشاهدتي لعشرات المقابلات مع أهالي الأطفال المختطفين من قبل الشؤون الاجتماعية السويدية «السوسيال» نجدهم مصدومين من مبررات خطف أطفالهم قسرياً، وتقوم سيكلوجية السوسيال على إيهام الأهالي بأنهم مقصرون بحق أطفالهم وغير مؤهلين لرعايتهم، حيث يقال لهم مثلاً: بأنهم تلقوا «بلاغ قلق» من المدرسة أو الجيران أو من مجهول بأن الأطفال معنفين أو ملابسهم غير نظيفة، أو تم جبرهم على أداء الصلاة والتقيد بالتعاليم الإسلامية، أو جبر البنات على ارتداء الحجاب أو محاولة تزويجهن بدون موافقتهن، أو عدم السماح لهن بالمصاحبة.. الخ.

وغالباً يتم خطف الأطفال من المدرسة والتحقيق معهم في دور الحماية أو الحضانة، وتكون الأسرة في حالة صدمة وتتساءل: هل قصرنا بحق أطفالنا؟ هل قلنا لهم شيئاً أدى لتدخل السوسيال؟ هل سمعنا أو شاهدنا أحد من الجيران ونحن نعنفهم؟ لكن الحقيقة أنه لا توجد أسرة سويدية أو من جنسية أخرى لا تمارس التوجيه والإرشاد والتفاعل الإنساني مع أطفالها.. ولكن العرب والمسلمين هم أغلب من يتعرض لخطف أطفالهم بسبب أنهم مهاجرون ولا يعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم، وهم ضحية العنصرية والتمييز والاستخفاف بكرامتهم وإنسانيتهم..

لو كان الهدف مصلحة الطفل لما انتزع من أسرته ووضعه في بيئة غريبة عنه في الدين والقيم واللغة والعادات والثقافة، ولا تراه أسرته بعد ذلك، وتم سن قانون الشرف كوسيلة لمعاقبة الوالدين إن قاما بالتدخل في سلوكيات الطفل ونهيه عن المنكرات من وجهة نظر دينه وثقافته، وسن قانون التبني لمن أمضى منهم عامين لدى أسرة سويدية ولا يسمح بعودته لوالديه البيلوجيين، ويتم تغيير اسمه وطمس هويته، أي استعباد الطفل ومنحه لأسرة سويدية تتكسب من ورائه، وكل هذا الظلم والتوحش بسبب قانون LVU الذي يبرر خطفه قسرياً بدعوى «فعل ما هو أفضل له».

وفضح الفيلسوف السويدي أوفه سفيدن ذلك في كتابه «LVU تجارة الأطفال المربحة»، وبين أن هناك 28000 طفل يخطفون سنوياً من أهاليهم ويتربح من ورائهم شبكة مصالح تشمل: السوسيال، الشرطة، البلديات، المحاكم، دور الحماية، الأسر الحاضنة، شركات الادوية، مشتهي الأطفال وغيرهم، وهذه التجارة تصل لمليارات الكرونات سنوياً، ويدعمها بعض النافذين المشرعين للقوانين التي تغطي على تلك الانتهاكات، ووصف السويد بأنها من اكثر الدول فساداً حول العالم.

إن سيكلوجية تبرير الخطف تقوم على فبركة مئات الأسباب والتقارير الطبية والبلاغات الكاذبة التي تجعل تلك الاسر تشعر بأنها السبب وراء خطف اطفالها، في حين أنها لم تقم بأي شيء غير مناسب، ولو فعلت ذلك لأمكن وضعها في برامج تربوية وتأهيلية ملائمة، هذا الظلم يؤدي الى الانتحار والاختفاء والهروب والانضمام لشبكات الإجرام والدعارة لدى بعض الأطفال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store