نبراسه الكرامة والتواضع.. رحم الله الشيخ رشيد العميري

في صباح يوم الثلاثاء الماضي الموافق 7/4/1444هـ تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة الخال الكريم الشيخ رشيد بن سالم العميري إثر مرض عانى منه ليوارى جثمانه الثرى وسط جموع من المحبين من مشايخ وأعيان ووجهاء المجتمع تلهج ألسنتهم بالدعاء بأن يتغمده الله بواسع رحمته.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أنتم شهداء الله في أرضه"، الجموع الغفيرة التي شهدتها مقبرة الشهداء بالعاصمة المقدسة التي قدمت للمشاركة في دفنه وتأدية واجب العزاء خير شاهد لما يتمتع به رحمه الله من علاقات وطيدة بمختلف شرائح المجتمع.

إن القلم ليعجز عن ذكر محاسنه رحمه الله تعالى، حيث عُرف عنه حبه لقيادته ووطنه وإبراز ذلك في كافة المحافل والمناسبات كما أنه كان محبًا لفعل الخير والإصلاح ذات البين بمختلف مناطق المملكة كما عُرف عنه التواضع والكرم واحترام الغير حاثًا على الصدق والبر والإحسان، ولا يمكن أن أغفل عن أنه كان تربويًا مميزًا اكتسب من نهل علمه طلاب أكفاء ممن يتربعون الآن على أفضل الأعمال بالقطاعين الحكومي والخاص حيث عمل معلمًا لقرابة ٣١ عامًا.

ما أسعدني أني على صلة قرابة به وابن لشقيقته لم أجده منذ نعومة أظفاري إلا بشوشًا ودودًا وناصحًا أمينًا وكان حاضر الهيبة والبسمة والكلمة الطيبة.. وقدوة في شتى مناحي الحياة، ووجدته حريصًا على صلة الرحم فلا نبرح زمنًا حتى يقوم يزيارة والدتي أطال الله بقائها وباقي أشقائه وشقيقاته، من المآثر التي لا زالت عالقة في ذهني حين اتصاله بي في يوم من الأيام بادر خلالها السؤال عن الحال والأحوال وطلب ضرورة تواجدي وأشقائي بمنزل الوالدة لتناول وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك واللقاء عن قرب وكان هذا ديدنه رحمه الله تعالى، مقدمًا درسًا في أهمية صلة الرحم دون انقطاع.

كما أذكر من مآثره رحمه الله تعالى ما ذكره لي بأنه من الممكن أخذ قسطًا من الراحة بمختلف المواقف إلا حين الإصلاح بين المتخاصمين لا يمكن بأي حال من الأحوال عدم بذل الجهد فيه فأجره عظيم وبه تستقر الحياة ويدوم الإخاء، ومن مآثره العالقة بذهني نصحه لنا بنبذ التعصب بكافة أنواعه سواء القبلي أو الرياضي أو غيره والتأكيد عن أهمية الذود عن القيادة والوطن.

وبسؤال والدتي أطال الله بقائها عن صفات الشيخ رشيد العميري الخُلُقية أكدت أنه اكتسبها منذ نعومة أظافره أثناء ملازمته لوالده ولا يمكن أن يتنازل عن أي منها حتى لو كان ذلك على حساب صحته ووقته وجهده.

فراق الأحبة داء دخيل

ويوم الرحيل لنفس رحيل

غفر الله لأبي محمد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب وجميع أموات المسلمين.