Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مزاد الصقور.. احتفالية الطواريح

مزاد الصقور.. احتفالية الطواريح

A A
من رأى فعاليات مزاد نادي الصقور السعودي، المقام حاليًا في ملهم شمال مدينة الرياض، ليس كمن سمع عنه أو كمن قرأ.

فهذا المزاد الكبير الذي ينظمه نادي الصقور السعودي في نسخته الثالثة هذا العام، هو حالة عشق كاملة الأوصاف بين المكان ورواده، وبين الحدث والمشاركين فيه، وبين الصقور وهواتها المخلصين، الذين يقطعون الفيافي والقفار من أجل ممارسة تلك الهواية التراثية الأصيلة، كجزء من الهوية العربية التي تعمل المملكة على حمايتها وصونها، حيث تأسس نادي الصقور السعودي من أجل هواية الصقور وتنظيمها واستدامتها، لتصبح جاذبة للأجيال الجديدة، في إطار منظم ومشروع، بل ويفتح المجال أمام الصقارين والطواريح لاستثمار تلك الهواية الأصيلة لتحقيق الأرباح من خلال بيع طرحهم (صيدهم للصقور) في مزاد نادي الصقور، والذي يحقق سنويًا مبيعات بملايين الريالات.

من يتابع فعاليات مزاد نادي الصقور السعودي، المخصص لـ»الطواريح»، أو صائدي الصقور المحليين، سوف يلحظ وللوهلة الأولى عشق هؤلاء الطواريح للصقور وإخلاصهم لتلك الهواية رغم مخاطرها ومجهودها الكبير، وسوف يتعرف من خلالهم على العديد من القصص الإنسانية والمغامرات والطرائف أحياناً، التي عاشوها خلال رحلات صيدهم أو ممارسة هوايتهم الأثيرة، وكيف أنهم يحرصون على طرح صيد جديد قبل موعد انطلاق المزاد من أجل المشاركة فيه دون غيره، كاحتفالية سنوية لهم ينتظرونها من العام إلى العام، وكيف أتاح لهم مزاد نادي الصقور فرصًا كبيرة لبيع طرحهم دون عناء وبأسعار مجزية. كما سيلحظ أيضًا ارتباط هؤلاء الهواة بنادي الصقور السعودي، الذي يوفر لهم كل الدعم وسبل الراحة والتنظيم، والذي يصل إلى حد استقبال الطواريح وملاك الصقور في أماكنهم بمناطق المملكة المختلفة، ونقلهم إلى مقر المزاد بالرياض، وتأمين الطيران والسكن لهم، وإفساح المجال لهم لعرض صقورهم في مزاد تنافسي مباشر بلا عوائد مالية للنادي، ثم بعد بيع الصقور يقدم النادي رخصة الطرح، بالإضافة إلى تركيب الحجل الإلكتروني للصقور، إلى جانب إصدار الوثائق الرسمية لإنهاء إجراءات البيع.

كل هذا الدعم الكبير الذي يقدمه نادي الصقور السعودي من أجل تنظيم تلك الهواية واستدامتها والحفاظ عليها، جعله بلا أدنى شك هو المنصة الآمنة والموثوقة لكل الصقارين والطواريح، حيث يعمل على حفظ هوايتهم وتنظيمها وتنميتها، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي جعلت من التراث السعودي أحد أهم الركائز للانتقال إلى المستقبل، وهي المهمة الكبيرة التي نجح فيها نادي الصقور السعودي، بتوجيهات سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، المشرف العام على النادي (حفظه الله)، وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، رئيس مجلس إدارة النادي، وهو ما يؤكد للجميع، أن الحفاظ على التراث والهوية، هي مهمة وطنية كبرى، تحرص عليها القيادة (أيدها الله)، كما أنها أيضًا إحدى مهام نادي الصقور السعودي الذي أنشئ من أجلها بقرار ملكي كريم في العام 2017، لإحياء تلك الهواية الأصيلة، وتنظيم ممارستها وتوسيع قاعدتها المجتمعية، لتبقى وترتقي وتنمو، كإرث يتجدد عبر الأجيال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store