Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

الشللية وشبكة المصالح الخفية

A A
في داخل أي منظمة تنظيم رسمي تحكمه الأنظمة واللوائح المكتوبة، وتنظيم غير رسمي لا يخضع لذلك وقائم على العلاقات والمصالح الشخصية بين أفراده.. من بين أهم أسباب ظهور التنظيمات غير الرسمية: رغبة الموظف في الانتماء إلى جماعات تشبع بعض احتياجاته، الرغبة في توفير الأمن والحماية له من أي تهديدات محتملة، الرغبة في الحصول على بعض المزايا والحوافز، الحصول على المساعدة والنصح والإرشاد، التقرب إلى كبار الموظفين وأصحاب النفوذ داخل المنظمة للحصول على مكاسب مادية أو معنوية، سد الفراغ في الأمور التي يعجز التنظيم الرسمي عن ملئها.

يمكن للمدير الكفء تسخير بعض أنواع التنظيمات غير الرسمية لمصلحة المنظمة وتحقيق أهدافها، أما عندما تتحول تلك التنظيمات إلى شبكات تُسير المنظمة لمصالحها الخاصة على حساب المصلحة العامة، يجب محاربتها وتشتيت أفرادها.

«الشلل» هي عبارة عن جماعات مترابطة تحكمها علاقات وشبكات مصالح غير مرئية، ويقومون بالتكاتف فيما بينهم لتمرير المصالح التي تتماشى مع توجههم، ومحاربة وتعطيل المصالح التي لا يرضون عنها.. قد يتم التحكم في الترقيات والتوظيف من خلال وضع بعض الموظفين الموالين للموارد البشرية وبعض اللجان ذات العلاقة لأجل السماح للموظفين -المرضي عنهم- بالارتقاء للمناصب العليا واستبعاد الموظفين الأكفاء الذين لا يرضخون لتوجيهات تلك الشلة فيزيد عدد الموالين وتستمر الشلة في التحكم بموارد المنظمة، وبعض الشلل تكون خطيرة لدرجة أنها تخصخص المنظمة لمصالحها الخاصة، وتتبنى حيلاً خادعة ودعاية كاذبة لنفسها باسم المصلحة العامة، وقد ينخدع بعض السذج بتلك الحركات والدعايات فيسوقونها لهم ويمدحونهم في مجالس المجتمع.. كلما تم وضع الأخيار المؤهلين في المناصب الإدارية العليا كلما صلح أمر المنظمة.

إن اكتشاف وتشتيت هذه الشلل المنحرفة أمر ضروري قبل استفحال أمرها وسيطرتها على المناصب الإدارية وموارد المنظمة وزرع الأمراض الإدارية المزمنة وإضرارها بالمصلحة العامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store