Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

هل تصاب الخلايا المناعية بالزهايمر؟!

A A
تحدثت في مقال سابق عن نوعي الزهايمر، الزهايمر الناضج والزهايمر الكاذب، على فكرة، ليس كل من عنده بوادر نسيان أو عدم تذكر هو إنسان مصاب بالزهايمر، لأن الزهايمر مرض له أعراضه الأساسية.. وقد ذكرت ذلك سابقًا كما أن البعض من الناس يعاني من تصنع الزهايمر لأسباب مرضية أخرى ويسمى الزهايمر الكاذب وهو حقيقة ليس زهايمر.

إن الزهايمر الناضج (الحقيقي) مرتبط بتعطيل وظيفة خلايا الذاكرة تمامًا ومسح خصيصة التذكر من تلك الخلايا، فهل الزهايمر خاص بخلايا الذاكرة فقط أم أن هناك أنواع أخرى من الخلايا تصاب بالزهايمر؟ سؤال علمي ليس من السهل الإجابة عليه، فأساس كثير من الأمراض يعود لفقد الخلايا في ذلك العضو أو النسيج لوظيفته (كل خلية لها تركيب strcture ووظيفة function) ويبقى التركيب دون الوظيفة أو يتحول إلى نوع آخر من الخلايا له وظيفة أخرى أو يتحول تركيبًا ووظيفة إلى نوع جديد تكون وظيفته ضارة كما في حالة الخلايا السرطانية أو قد تكون مفيدة بتحولها إلى نوع آخر يقوم بوظيفة يستفيد منها الجسم، وكما أن الله سبحانه وتعالى منح الجسم ذاكرة في الدماغ فقد منح كل خلية ذاكرة خاصة بها إلا أن العلماء لم يتوصلوا إلى معرفة كنهها إلى الآن.

الخلايا المناعية في الجسم قبيلة متعددة الأنواع والأشكال وذات مهام متعددة حتى أن بعضها مهامه الوظيفية التعليم والتدريب للجيل الجديد من الخلايا المناعية خاصة ما له علاقة بمحاربة الأمراض والفيروسات والبكتيريا والأجسام الغريبة ومما يصاب به الجسم من أمراض يكون سببه نفس الخلايا المناعية وهو ما يعرف بأمراض المناعة الذاتية Autoimmunedisease وقد تجاوزت الآن تسعين مرضًا وهي حالة اضطرابية للخلايا المناعية بمهاجمة أنسجة وخلايا الجسم الطبيعية مما يجعلها تفقد وظيفتها الأساسية والى الآن الدراسات والأبحاث لم تصل الى السبب الأساسي الذي يجعل تلك الخلايا المناعية تتحول الى الشراسة ومهاجمة خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم الطبيعية فهل ذلك بسبب أنها فقدت ذاكرتها الخلوية وأصبحت «زهايمرية» أم أن هناك أسبابًا أخرى؟، وكما ذكرنا فإن الخلايا من الأسرار التي ألهمها الله إياها هي ذاكرتها وهي أحد الأمور التي لم تعرف إلى الآن أسبابها.

بقي أن أوضح أن الزهايمر الذي يصيب الإنسان وتمسح فيه كل ملفاته يعود إلى أسباب منها ما كان مؤكدًا وهو تراكم بروتين بيتا أميلويد الذي يعمل على سحب ملفات الذاكرة ويهكرها ويجعلها في حالة ضياع، ولم يجدِ مع العلماء والباحثين طيلة العقود الماضية أي علاج لمقاومة ذلك البروتين ولازال العمل للوصول إلى حل بطيئًا، لذلك اتجهت دراسات وأبحاث جديدة لمعرفة تحديدًا دور الجهاز المناعي والخلايا المناعية الدماغية في سبب الزهايمر حيث يؤكد بعض الباحثين ومنهم شارون كوهين اختصاصية الأعصاب السلوكية التي تعمل كمدير طبي في برنامج تورنتو للذاكرة في كندا أن خلف ذلك علاقة بين خلايا الذاكرة والخلايا المناعية الدماغية، ولعل في مقال قادم بإذن الله نوضح مزيدًا من العلاقة بين الزهايمر والخلايا المناعية الدماغية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store