Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

مسك الخيرية.. تعزّز منظومة القيم المجتمعية

A A
تتأهب الرياض اليوم لانطلاق النسخة السادسة من منتدى مسك العالمي، الذي يجمع أكثر من 100 من القادة والمبدعين والمفكرين الشباب المحليين، ومن أنحاء العالم، يتحدثون خلال 100 جلسة عمل تناقش المحور الرئيس للمنتدى «جيل التغيير»، الذي سيتم من خلاله طرح موضوعات تمكين الشباب من معالجة التحديات المستقبلية.

ويستمد المنتدى، الذي تستمر أعماله لمدة يومين ويستضيفه مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الرياض، أهميته من كونه أصبح نافذة سعودية يناقش عبرها الشباب مستقبلهم، والأساليب الكفيلة برفع مهاراتهم وتطوير قدراتهم، بما يُمكِّنهم من تسلُّم راية العمل والإنجاز، والانطلاق في فضاءات العمل العام.

ولأن العالم أصبح قرية صغيرة كما يقولون، فإن القادة الشباب من مختلف دول العالم يتشاركون ذات الاهتمامات، ويحدوهم الأمل في تبادل التجارب والمعارف، والبحث في كيفية تفجير طاقاتهم الإبداعية الكامنة بما يعود بالأثر الإيجابي على مجتمعاتهم. لذلك فإن المنتدى أصبح يُشكِّل تجربة فريدة لاستكشاف وتجربة الطرق الحديثة لإكمال مهمة التغيير.

ولأن رؤية 2030 دعت في كثير من بنودها إلى تعظيم دور مؤسسات المجتمع المدني، وتفعيل القطاع غير الربحي، وتعزيز العمل الطوعي، فقد اضطلعت مؤسسة مسك الخيرية التي يرأس مجلس إدارتها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي يبدي اهتماماً واضحاً وعناية كبيرة بقضايا الشباب، ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى زيادة الدور الذي تلعبه الأجيال الناشئة في تنمية الوطن، وفتح آفاق العمل أمامهم، وحثهم على تحقيق النهضة، وإحداث الفارق، وهو ما يعني تعزيز عناصر التنمية المستدامة المرتبطة بالعنصر البشري.

الأسلوب الذي تنتهجه المؤسسة يتسم بالشمولية والتركيز على جوانب حيوية تمس حياة الشباب، ويحتاجها المجتمع بشدة، وهو ما يتجلَّى في اختيار الموضوع الرئيسي للمناقشات هذا العام، وهو الحوار، حيث يعقد المنتدى تحت شعار: «ما يجمعنا أكثر مما يبعدنا»، حيث تمر بلدنا بفترةٍ مفصلية من تاريخها في ظل تزايد المساعي لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، والتصدي لبعض الظوهر الهدَّامة، مثل الكراهية والإقصاء.

وتتضمن جلسات عمل المنتدى كيفية إلهام الأجيال مبدأ الحوار، ورفع مستوى الوعي حول القيم والأهداف المشتركة لتفعيل التواصل وتنمية الحوار الفعّال، وتشجيع قيم المواطنة، وغرس مبادئ قبول الآخرين والتفاعل الإيجابي معهم، بغض النظر عن اختياراتهم الخاصة وتأكيد حرية الإنسان في قناعاته الخاصة ما دامت لا تتصادم مع مصلحة الوطن، ولا تُشكِّل تعدياً على حقوق غيره.

لذلك، فإن المنتدى يُوفِّر فرصة حقيقية لممارسة هذه المبادئ وتنزيلها على أرض الواقع من خلال الفعاليات التي يشارك فيها أعداد كبيرة من الشباب من مختلف دول العالم، لتشجيع التبادل الثقافي والعلمي، ونقل صورة حية عن المجتمع السعودي للعالم أجمع، وتشجيع كافة جوانب الفكر والأدب.

وللحقيقة والإنصاف، يتوجب القول: إن مؤسسة مسك الخيرية باتت في خلال سنوات قلائل من إنشائها، رقماً صعباً في مجتمعنا السعودي، حيث لا يقتصر دورها على دعم الشباب فقط، بل تعمل في مجالات عديدة لتطوير المجتمع، وإحداث نقلة في كافة جوانب الحياة، لا سيما في مجالات الأدب والثقافة والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية، وتوفير البيئة الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف.

من أهم الجوانب التي تُركِّز عليها المؤسسة، تنمية الجانب الطوعي، فخلال جائحة كورونا رأينا العمل المتميز الذي قامت به لدعم الإجراءات الحكومية لاحتواء الأزمة، والحد من انتشار الفيروس، حيث امتازت بروح التميز والابتكار، وابتعدت عن النمطية والتكرار، وأقامت عدداً من البرامج والدورات الإلكترونية، إضافة إلى مجموعة من المبادرات النوعية.

ومع ارتفاع سقف التوقعات في مخرجات المنتدى، وما سيصدر عنه بالتأكيد من أفكار بناءة وتوصيات مفيدة، فإنني أتمنى أن يتم نشرها على نطاق واسع، حتى تعم فائدتها جميع أبناء الوطن، ولا تكون محصورة على المشاركين، فكثيرون يتمنون المشاركة، ولكن قد لا تسمح لهم ظروفهم بذلك، وهؤلاء يحتاجون حقاً أن يتشاركوا ما سيصدر عن هذا المنتدى العالمي، الذي يحظى بتغطية إعلامية واسعة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store