Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يوسف الحربي لـ المدينة : طموحنا .. أن تكون الدمام «عاصمة فنية»

يوسف الحربي لـ   المدينة   : طموحنا .. أن تكون الدمام «عاصمة فنية»

A A
لا يرى يوسف الحربي مدير «جمعية الثقافة والفنون» بالدمام ـ أية ازدواجية في العمل الثقافي، وهو يأمل طامحا أن تكون الدمام «عاصمة فنية «، مؤكدا أنهم بالرغم من أن جمعيتهم في الدمام عاصمة المنطقة الشرقية إلا أنه لا يوجد تعاون قائم بينهم وبين «النادي الأدبي بالشرقية».

ويعترف الحربي أنه فعلا لديهم عراقيل مادية وموارد محدودة ومساحات قليلة لتقديم التنوع المخطط له، لكن استطاعوا أن يتغلبوا على ذلك ويخلقوا منافذ جديدة استطاعوا من خلالها كسب ثقة المتلقي والمسؤولين بمبادرات ثقافية ومجتمعية تحدثت عنها الأرقام والإحصاءات.

ويؤكد أن «رؤية2030» جعلت العمل الثقافي بروحه الجديدة يتحول من التلقي إلى الاستثمار ومن المشاركة إلى التنفيذ ومن الاستهلاك إلى التفاعل في مختلف المجالات والقطاعات.

«المدينة» التقت بيوسف الحربي، في حوار منوع حول الجمعية ونشاطاتها والشأن الثقافي والفني في الدمام بشكل خاص والمملكة بشكل عام في هذا الحوار الخاص..

* هناك من يرى وجود ازدواجية في البرامج ما بين الاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون؟

= لا أعتقد أن العمل الثقافي يمكن أن يقع في الازدواجية والتشابه لأن الكثافة في البرمجة لا تعني الاختلاف، بقدر ما تعني تركيز الوعي في العمل الثقافي، كل حسب مكانته وكل حسب دوائر اهتمامه، ربما العمل بالتعاون والتنسيق يكون له نتاجه الأفضل ولكن هذه الحركية تعتبر إيجابية من أجل الثقافة، وقس على ذلك كثير من الجهات التي تعمل وتقدم البرامج الفنية والثقافية وحتى الأدبية ودخول الجمعيات الأهلية وأندية الهواة في تقديم البرامج المنوعة، فالبرامج المقدمة في الجمعية ترتبط بها الفعاليات الفنية الأخرى وترفع من جمهورها كمهرجان القصة القصيرة مثلاً كل دورة يقدم فيها مشهد مسرحي مستوحى من قصص الشخصية المكرمة، ومعرض فني له هوية ترتبط بالقصة وتفتح المشاركة لجميع فناني المملكة.

التنوع والموارد

* تميز فرع الدمام بتنوع برامجه وفعالياته ألا يشكل ذلك مشكلة للجمعية في ظلقلة الموارد المالية؟

= إن الشغف يدفعنا دوما للعمل والبحث والمبادرة والإصرار على الاستمرارية والتواصل وفعلا لدينا عراقيل مادية وموارد محدودة ومساحات قليلة لتقديم التنوع المخطط له، ولكننا لم نستسلم بل حاولنا خلق منافذ جديدة وبفضل نجاحاتنا وشراكاتنا استطعنا كسب ثقة المتلقي والمسؤولين ودعم فكرة العمل التطوعي والتعاون والتبادل الثقافي والفني وتسهيل التواصل بين الأفراد والجماعات والمؤسسات، وهو أمر مهم جدا نرجو أن تكون لنا موارد أكثر وفرة حتى نستطيع تطبيق مبادراتنا المتفرّدة والمخططة على أرض الواقع خدمة للوعي والثقافة الوطنية، ولرؤى المملكة في استشراف مستقبل جديد للثقافة البناءة والمرتكزة على طاقات واعية بمفاهيم الجمالية المقترنة بالهوية والانفتاح، ولك مثال على هذا الشغف أن معظم البرامج والملتقيات والتكريم نضع لها شعار لفظياً معبرًا عنه بطريقة مختصرة وملفتة «سلوجن»، فالأرقام تثبت هذا التميز ولله الحمد، فمنطقتنا غنية بثقافتها وفنونها كماهي غنية بطاقاتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ويعود الفضل بعد الله باهتمام قيادتنا الحكيمة، وباهتمام ورعاية سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان على اهتمامهم ورعايتهم ووقوفهم الدائم في المجال الثقافي.

3



شراكات ودعم

* وهل هناك شراكات مع الشركات والمؤسسات لدعم برامج الجمعية؟

=نحاول دوما البحث عن شراكات ونسعى لكسب ثقة المؤسسات كما سبق وقلت ليس خدمة للثقافة المحلية فقط بل الثقافة والاقتصاد الوطني ودعما لصورة المملكة في العالم بتاريخها وحضارتها وعراقتها وثقافتها، فالشراكات من الجهات الحكومية أو الخاصة أو من القطاع غير الربحي بازدياد وتنوع، وخاصة خلال الفترة الأخيرة حيث ارتبطت بعض الجهات في تنظيم وتقديم شراكات في المجال الثقافي والفني وخاصة في المناسبات «اليوم الوطني، يوم التأسيس، اللغة العربية» بالإضافة لبعض الأيام العالمية، واستضافة المعارض الفنية بين فترة وأخرى، وهناك أيضا طلب لبعض التعاونات والشركات من بعض الملتقيات والمهرجانات الخليجية والدولية لبعض برامجنا، فللجميع جزيل الشكر والتقدير على ثقتهم بالجمعية وجهودها وبرامجها.

المراحل العمرية

* تركز الجمعية على فئة الشباب فلماذا لا يكون الاهتمام بكافة المراحل العمرية؟

=نحن نعمل على كل الأعمار الطفولة والشباب والرواد كل حسب حضوره وتأثيره ببرامجنا نبني جسور تواصل بين الأجيال ونعرّف كل جيل على الآخر بأكثر اعتزازا وشموخا، من حق الأجيال الحالية أن تتعرّف على كل ما قدّمته الأجيال الرائدة ومن حق الرواد التعرف على الثقافة المعاصرة واكتشاف مستوياتها التعبيرية بمختلف صنوفها مع الخوض في نقاشات بناءة وتواصل مبني على الرقي والتكافؤ، فالاهتمام موجود وسأذكر لك بعض البرامج المنوعة منها حاليا مسابقة خاصة للفئة العمرية من ١٢ الى ١٦ سنة تخص اليوم الوطني، وهناك مسابقات خاصة تحت سن ٣٥ في كتابة السيناريو المسرحي ومشاركات معارض فنية أيضا، والدورات التدريبية والورش الفنية المتنوعة حسب الفئات الفنية والتدرج الفني المناسب لكل خبرة ناهيك عن المهرجانات والملتقيات التي فيها نكرم شخصيات خدمت خبرتها وعمرها للمجال الفني أو الثقافي المرتبط به، والفرع قدم خلال ١٠ سنوات أكثر من ٣٠ شخصية في الفن والمسرح والفنون الشعبية والسينما والموسيقى.

بين الريادة والتطوير

* تأخذ الجمعية بعين الاعتبار الفنون المعاصرة والتطورات التقنية الجديدة التي اكتسحت هذا العالم كيف توازن بين الريادة والتطوير؟

=الفنون المعاصرة هي جسر التحول التقني والرقمي الذي لم يتوقف عند أي مجال حتى مجال الفن ولذلك من واجبنا مسايرة هذا العصر واتباعه ومواكبته وفق تجاربنا التي يُشهد لها بالابتكار والموهبة والحرفية التي وصلت العالم من واسع أبوابه ومن حق الأجيال علينا كجمعية ثقافية أن نتعاون معا للتعريف بالفنون المعاصرة وتثبيت بصمة التجريب التقني والرقمي لذلك حرصنا على تنظيم ملتقى الفيديو آرت والبكسل آرت وركزنا على ورش وحلقات نقاش عن تطور الفنون حتى نبقي على همزة الوصل بين الأصيل والحداثي والمعاصر.

المسابقات مع الملتقيات

* إقحام المسابقات مع الملتقيات برأيك كيف يدفع بالوعي الثقافي والمشاركة؟

= المسابقات هي روح العمل والبذل وهي المقياس على مدى الوعي والذوق والتذوق والمجاراة الفكرية في كل المجالات الثقافية وهي أيضا التي تخلق روح المنافسة من أجل التميز والتألق والتواصل مع المواهب الجديدة بأفكارها، لذلك كان الحرص في مختلف الأنشطة على الاكتشاف من خلال المسابقات في الابتكار والكتابة والبحث والتنفيذ، وهي رؤية تخلق تآلف وتخلق ثقة في المشاركة الثقافية وتطرح أيضا مبادرات جديدة، وتستوعب الأعداد المتدفقة من المواهب في جميع المجالات.

استثمار ثقافي

* الثقافة تحولت إلى استثمار قادر على خدمة المجتمع والاقتصاد كيف ذلك؟

= العمل الثقافي بروحه الجديدة تحول من التلقي إلى الاستثمار ومن المشاركة إلى التنفيذ ومن الاستهلاك إلى التفاعل في مختلف المجالات والقطاعات لذلك رؤية 2030 تبصّرت جدوى الثقافة وخبرة مداها الجيد في خدمة الفنون من حيث المشاركة والتكامل بين الأفكار الثقافية والفنية والاقتصادية مثل توازي التراث والسياحة مع الثقافة من خلال الأنشطة التي تعرف بالحرف والهوية الجمالية والمناطق الطبيعية ومستوى العيش والفنون الشعبية وخلق مسارات جديدة بينها إضافة إلى المشاركة في معارض الكتب التي لم تعد تقتصر على عرض كتاب بل دفع دور النشر وتحفيز المشاركة وخلق التواصل الثقافي على مستويات شعبية اجتماعية بصرية تحفيزية قادرة على تحويل المنتج الثقافي إلى منتج مادي ومعنوي، نسعى إلى تكثيفه وتثبيته وتكوينه معا وبكل مستويات التعبير الفنية والبصرية، بالإضافة إلى بعض ما يخدم مثل تكثيف وتنشيط حالة الاقتناء في الاعمال الفنية.

لا غنى عن الوزارة

* وماذا عن الدعم الذي تجده الجمعية من وزارة الثقافة؟

= لا غنى عن الوزارة .. فالوزارة جهدها وجهود الهيئات واضحة في ما تقدم من خلال البرامج التدريبية المنوعة والموزعة على عدة مناطق، والجمعيات بمجمل فروعها غذت وساهمت في هذه البرامج بالأعضاء والمنتمين للفروع بالانخراط بالورش التخصصية ووجود الخبرات في التدريب، وهو ما حصل من خلال الورش التدريبية في المسرح والموسيقى وأنتجت طاقات زادت من احترافيتها ومن شغفها الفني تحت أيادي متخصصين وأكاديميين.

المسرح والجديد

* من أهم المهرجانات التي تقيمونها مهرجان الدمام المسرحي ماذا أضاف للمسرح وما هو جديده؟

= الدمام عريقة في اهتمامها بالمسرح ويكفي الدمام منذ التأسيس في ١٩٧٨م أن قدم نجوما ومسرحيات لازالت عالقة بالذاكرة، ولجنة المسرح تعتبر الأكثر نشاطا وحضورا، تقدم دورات إعداد الممثل للأطفال والكبار وتغذي الملتقيات والمهرجانات والفرق المسرحية من نتاج هذه الدورات، أضف الى ذلك الملتقيات «النص المسرحي، المونودرما والديودراما ، النقد المسرحي، الحكواتي « فكل ملتقى له برامجه وأيامه التي تتنوع بتنوع الفعاليات من عروض وأوراق وثقافة مسرحية تقدم، وجميع هذه الملتقيات والمهرجان تصل إلينا أرقام مميزة بالمشاركات وهو ما يثبت قوة الفرع في هذا المجال من عقود، فالمشاركات محلية وخليجية وطلب للمشاركة من الدول العربية، أما المهرجان والذي تأخرنا في تقديم دورته الثانية عشرة، نسعى أن لا تكون أقل من سابقتها من دورات ومخطط أن يكون نهاية العام الحالي، فمعظم المسرحيين بالمنطقة هم من المهرجان، الذي قدم خلال الـ١١ دورة سابقة (١٠٩ عروض مسرحية شارك فيها أكثر من ١١٤٠ مسرحيا ما بين ممثل ومخرج وفني) وكرم (٣٩ شخصية مسرحية على مستوى المملكة )، بالإضافة إلى تقديم بعض الكتب والمطبوعات التي غذت المكتبة المحلية بالإصدارات المسرحية، لأختم الإجابة بأن الإضافة الحقيقية للمهرجان هي الطاقات المميزة المنتمية للمسرح وهي من المنافسات والدورات المرتبطة بالمهرجان أو الملتقيات، فالجديد هو السعي لاتساع المشاركات في المهرجان والملتقيات لتضم العروض الدولية ولتكون الفائدة أقوى وأشمل، فالمسرحيون في الشرقية يستحقون ومسرح الجمعية بخدمتهم جميعاً.

موضة توقيع الكتب

* توقيع الكتب اصبحت موضة بجمعيات الثقافة والفنون فلماذا لا يقتصر التوقيع على الكتب التي تصدر من الجمعية؟

= نحن في مرحلة الانفتاح والتعاون والثقافة التي لا تعرف الحدود الثقافة التي تدرك تماما أنها لا تنتمي لمؤسسات ولا لأفراد بل لهوية وطن ومجتمع لذلك جمعية الدمام تعتبر من أهم الفروع في اصدارات الكتب، هناك أمسيات كثيرة قدمت لإصدارات الجمعية التي أصدرتها من خلال الملتقيات أو المهرجانات والتي تجاوزت خلال ٥ سنوات ٣٠ كتابا في الشعر والسينما والفن والقصة والمسرح، وهي فتحت تعاونا أيضا مع دور النشر من خلال النشر والتوزيع لاصدارات الجمعية، ومشاركة للجمعية في معرض الكتاب في الجبيل مؤخراً ومشاركة في إحدى دورات معرض الرياض للكتاب، كما ترحب بالإصدارات الجديدة وتعطي فرص التعاون والتواصل والتعريف وإقحام الكتّاب في كل الميادين حتى يكون قريباً من القارئ، وحتى يستطيع المثقف أن يقترب أكثر من المتلقي، وجميعها تعتبر جلسات نقاشية بين المؤلف والجمهور وحوارا عن المنتج الثقافي أو الفني تختتم بتوقيع الإصدار.

ما جديدك ككاتب؟

= بعد نجاح الكتاب الأول «الفيديو آرت» ونفاد الطبعتين وكتاب «حين يباع الفن»، الآن يتم الإعداد لكتاب أكثر تخصص في الفيديو آرت، بالإضافة إلى عدة كتابات منوعة في عدة صحف عن الفيديو آرت.

لاتعاون مع أدبي الشرقية

* وهل هناك تعاون مع نادي الشرقية الادبي؟ وتقيم الجمعية عدة ملتقيات ثقافية الا ترى ان الاندية الادبية هي الأجدر بإقامتها؟

= حاليا لا يوجد تعاون، لكن لم ينقطع النادي والجمعية في السابق أبدا، كان هناك تنسيق في أيام الأنشطة والبرامج وتوزيع الأيام حتى تكون الاستفادة كبيرة في حضور الجمهور المتابع والشغوف لهذه الأنشطة، وهناك أيضا تعاونات في برامج سابقة وأهمها الشراكة الأولى التي تمت في ٢٠٠٨م في انطلاق مهرجان أفلام السعودية في دورته الأولى التي أقيمت في الجمعية.

كما أعتقد أن الجمعية قدّمت الكثير وفتحت الكثير من الأبواب المغلقة أمام المثقفين وأمام الأندية، لذلك العمل بالتعاون يجعل البرامج أكثر عمقا وتوجيها وأعلى نسبة تغطية وحضور وتنظيم وهو لا يقلّل أبدا من قيمة الأندية بقدر ما يساعد على حسن التسيير وإضافة الجانب الفني لكل هذه البرامج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store