Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ابن تيمية.. المفكر المجتهد

ابن تيمية.. المفكر المجتهد

A A
من أجل رسالة الإسلام العظيمة سنظل نقاتل ولن يأخذنا في الله لومة لائم فهذا الدين القويم رحمة للبشرية جمعاء فكيف لا نوصله للناس حتى يستظلوا بظلاله وحتى يعرفوا غاية بقائهم في هذه الحياة الدنيا، وشيخ الإسلام ابن تيمية كان علمًا من أعلام هذه الأمة وشيخًا مجاهدًا ومفكرًا مجتهدًا في آن واحد.. وكم كنت أتخيل جهاد هذا العالم في سبيل قضيته وكم كنت أطالع كفاح هذا العالم الجليل الذي مازلنا في أمس الحاجة إلى بصيرته ورؤيته، وقد ترك العلامة وشيخ الإسلام ابن تيمية العديد من المؤلفات التي كانت عصارة فكره واجتهاده ومنها: الإيمان الأوسط والاستقامة والعبودية والرسالة التدمرية وغيرها ممن جمع في مجموع الفتاوى، والعلامة المجتهد ابن تيمية نشأ حنبلي المذهب واسمه تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام النميري الحراني وهو فقيه ومحدث ومفسر مجتهد بالإضافة إلى أنه عالم من علماء أهل السنة والجماعة يرجع إليه الفضل في الوعي الديني والصحوة الإسلامية التي نعيشها الآن في القرن الخامس عشر الهجري وذلك لأنه تأثر وأثر في الكثير من تلاميذه أمثال ابن القيم الجوزية وشمس الدين الذهبي وابن كثير وهؤلاء كلهم من العلماء الأفاضل الذين تتلمذوا على مذهب الشيخ ابن تيمية بالإضافة إلى العلماء والدعاة الذين خلفوا ابن تيمية بقرون من الزمن أمثال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد رشيد رضا وهذا كله إن دل فإنما يدل على عظمة الجهاد والفكر الذي أتى به شيخ الإسلام ابن تيمية.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم (يبعث الله على رأس كل مئة سنة، من يجدد لهذه الأمة أمر دينها) وهذا يدل بصريح العبارة على أهمية الاجتهاد والعلم مع العلم أن الاجتهاد لا يصح سوى من العالم فالعالم يجتهد ويصيب أو يخطئ فإن أصاب فله أجران وأن أخطأ فله أجر واحد.

وبالرغم من أن شيخ الإسلام ابن تيمية لقي في دعوته إلى الإصلاح وقتذاك الكثير من العقبات التي وقفت أمام الشيخ ومنها سجنه كذا مرة بالرغم من ذلك ظل الشيخ صابرًا محتسبًا وهذا ما يجب أن يتحلى به العالم وطالب العلم بعيدًا عن السب والقذف والدعوة إلى الخروج على السلطان والدعوة إلى الفتن فكل هذه الدعاوى سببها دعاة الجهل والظلال.

يظل ابن تيمية حاضرًا في كل الفتاوى والكتب الشرعية فلا يكاد يخلو كتاب فقهي أو شرعي من اسم ابن تيمية وهو ذلك العالم الجليل الذي يتلقى الإساءة من أعدائه وكذلك من أتباعه الذين يحرفون كلامه وكتبه علمًا بأن الفكر التكفيري لم يكن في فكر ابن تيمية فهو عالم من العلماء ما وافق كلامه الكتاب والسنة أخذنا به والعكس بالعكس أيضًا. فلا يوجد في الإسلام تقديس لعالم بعينه وكل العلماء يؤخذ من كلامهم ويرد وذلك في ضوء الشريعة الإسلامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store