Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التاتو...!

التاتو...!

A A
بداية أود أن أشير إلى أني لست هنا في مقام الشرطي، المراقب الذي يرصد مظاهر الإخلال بالأدب العام، ويسعى إلى تصحيحه وتوجيه المخلين به لصيانتهم وحفظهم.. ولست في مقام المصلح الاجتماعي الذي يدرس سلوك الشخصيات المريضة والحالات المعتلة فكرياً، ليسبر أغوارها ومن ثم يطرح عليهم بعض الحلول، تفادياً لتوسع العلل فيهم وخوفاً من انتكاسة أصحابها، كما لن أتطرق بأي حال للحديث عن شرعية هذا الفعل من المنظور الشرعي مع أهمية ذلك، فهذه الأدوار لها أهلها المختصون والمعنيون بها، لكني هنا وعلى هذه الصفحة بصفتي ناصحًا أمينًا، أفزعته بعض أشكال الأوشمة على سواعد وأطراف الأيدي والأرجل والوجوه، ما أفقد بشرة متبني هذا الفعل جمالها الطبيعي ورونقها الفطري.

لا تخفاكم تجاوزات بعض الشباب الأخلاقية، التي شوهوا من خلالها وجوههم وأجسادهم بأنواع وأشكال متعددة من الرسومات والكلمات، بصبغات والألوان وأشكال غريبة، (لوحة فنية تمشي على الأرض) من تلك الرسومات والعبارات والنصوص ما لها دلالات ومعان بعيدة عن تقاليدنا وعاداتنا وفيها ماهو خادش للحياء، ولها مغزى غير لائق بنا كمسلمين، ومنها ما ليس كذلك، مرتادو الأماكن العامة لابد أنهم لاحظوا وشاهدوا تلك التقليعات بشكل جلي.

في العموم، السلوك الخاطئ أو التصرف المشين، في أي جانب من جوانب الحياة، لن يلفت الانتباه بالقدر الذي يكون حين يكبر هذا السلوك، هي طبيعة في النفس البشرية، تلفت انتباههم السلوكيات الخاطئة العظيمة، والمدلهمات التي تهز البدن وتشعره بالحسرة والألم، هذه السلوكيات التي يستصغرها البعض من الناس على شناعتها وقبحها، يُخشى أن تتفاقم بمرور الزمن، إن لم تجد من يصحح مسارها ويكبح جماحها، فيمسي السلوك الخاطئ حينذاك مقبولاً، يستسيغه الكثير من الناس، ولربما غدا يوماً ما من المسلمات التي تمارس بأريحية تامة بأوساط عامة المجتمع.

على كلٍ فإن السلوكيات التي قد تكون في نظر البعض صغيرة ولا تضر أو لا تسيء إلا لصاحبها الذي استسهل فعلها لصغر حجمها على حد نظرته القاصرة على شناعتها، إلا أن السكوت عنها سيجعل ضررها يمتد إلى الآخرين من حوله، فالسلوك الخاطئ مهما صغر إذا داوم فاعله على فعله سيعظم بلا شك، وهذا ما لا نريده.. من هذه السلوكيات التي بدأت تكبر وتتسع حتى أصبحت جزءًا من الموضة، إن صح أن نطلق عليها هذا الاسم، هو ما أشرنا إليه، فسلوك الرسم على الجسد ومنه الوجه «التاتو» أخذ يطفو على السطح بشكل لافت، ماذا لو أسفرت هذه السلوكيات عما هو أكبر من ذلك، لتصبح الوجوه والأجساد ملطخة بالألوان والمساحيق، كتلك الوجوه الممسوخة التي نشاهدها في الأفلام الأجنبية!؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store