Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

أُحد ينهار.. وقبله الأنصار

A A
* الحركة الرياضية، ولاسيما «كرة القدم» بدأت بالمدينة المنورة عام 1348هـ؛ عبر عِدة مجموعات منظمة في حارتي «العَطَن، وقُباء»، كانت إحداها نواة لتأسيس واحد من أقدم وأعرق أندية الوطن عام 1356هـ، وهو (نادي أُحد)، الذي -إنْ لم يكن أقدم الأندية السعودية وعَميدها الحقيقي- فهو بتأكيد ثالثها.

*****

* عراقة الرياضة في المدينة النبوية ظَلَّت حبيسة للتاريخ دون أية منجزات حقيقية ملموسة؛ إلا ما كَان من (أُحد) في كُرة السلة في عصره الذهبي عندما كان بطلاً للخليج في عِزّ توهجها؛ إِبَّان الحقبة التي كان يقودها (الكابتن عبدالعزيز الشرقي ورفَاقه المبدعون)، أما ما عدا ذلك، وخاصة في (كُرَة القَدم)، فلا شيء يُذكر فيُشكر لأندية طيبة الطيبة في سِجل بطولاتها.

*****

* فـ(أُحد) هذه الأيام لامسَ مناطق الهبوط في (الدرجة الأولى)، ورفيق دربه (نادي الأنصَار الذي تأسس عام 1376هـ)، فهو تَائِه في غياهب الدرجة الثانية، وهو قريب أيضاً من السقوط لما هو أدنى وأقَلّ؛ في واقع مؤلم، لا يليق بمكانة وقيمة «طيبة الطيبة»، ولا بتاريخهما العريق، ولا بالاسْمَيْن اللذين يَشْرفان بهما؛ ولو سألت مسؤوليهما عن أسباب هذا الغياب وذلك الانهيار الذي يعيشانه؛ لكان عذرهما الدائم ترديد «قلة الموارد المالية»، وتخلي رجال الأعمال في المدينة عن دعمهما.

*****

* وهنا بالتأكيد (المال) أصبح عصب الرياضة في عصرنا الحاضر، ولكن من وجهة نظري؛ تلك أعذار غير مقبولة أبداً في زمن تتطور فيه وتتنوع برامج وآليات التسويق الرياضي؛ التي بإمكانها أن تجلب الموارد لمن يُجيد استثمارها؛ لاسيما و(أُحد والأنصار) يمتلكان العديد من المُسَوِّقَات التي ترفع أسهمهما، ومن ذلك: أنهما يسكنان مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم التي يشرف الجميع داخلها وخارجها بخدمتها، ودعم كلّ ما فيها، إضافة لما تحظى به من عناية من حكومتنا الرشيدة، أيضاً النَّاديان يَشْرُفَان بـ(اِسْمَين) عريقين يمكن الإفادة منهما في صناعة وتسويق المنتجات.

*****

* صدقوني المشكلة اليوم في (أُحد والأنصار)؛ أنهما بعيدان جداً عن المجتمع المديني بمختلف أطيافه، وذلك في ظِلِّ سيطرة (لغة الإقصاء) على جمعياتهما العمومية؛ وبالتالي على مَجْلِسَي إدارتهما؛ فكل منهما مسجون داخل دائرة مغلقة من الأعضاء والإداريين، بينما تغيب أصوات ورؤى المختصين في فنون الإدارة والتسويق.

*****

* أخيراً أُكرّر بأنّ الرياضة في المدينة المنورة عموماً، وفريقيها (أُحد والأنصار)؛ بحاجة إلى دراسة جادة وورش عمل يشارك فيها المتخصصون والمخلصون من أبناء المنطقة، تعمل على وضع خطط تطوير وتسويق إستراتيجية، ويبقى قد يكون دَمج النَّاديين أحد الحلول المطروحة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store