Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

الوسواس القهري وكيفية التخلص منه؟

A A
الوسواس القهري OCD هو نمط من الأفكار والمخاوف التي تدفعك للقيام بسلوكيات قهرية متكررة وعندما تتجاهلها تسبب لك التوتر والقلق إلى أن تعيد القيام بها، وتستهلك قدراً كبيراً من الوقت في الروتين اليومي.. ومن الأمثلة على ذلك: الخوف من التعرض للجراثيم فيقوم الشخص بغسل يديه عدة مرات حتى يصاب بالتشققات، تجنب المصافحة باليد، الحاجة الى ترتيب الأشياء بشكل معين في المنزل أو العمل حسب عادات الشخص التي ألفها، الشك في أنك تركت باب المنزل مفتوحاً أو أنك لم تطفء الأنوار أو الموقد...الخ.

وهناك أيضاً الوسواس الديني القهري: وهو يأتي بصورة أفعال وأفكار تتحكم في الشخص وتجعله يعيد تكرارها وإذا لم يكرر الفعل يشعر بتوتر ولا يزول هذا التوتر الا بتكرار الفكرة المسيطرة عليه، وإذا طاوع هذا الوسواس فإنه يكرر نفس التصرف مرة ثانية وثالثة ورابعة وأكثر من ذلك.. وهذه المبالغة الخارجة عن الاعتدال قد تفوت المقصد منها مثل تكرار الوضوء حتى تفوته الصلاة، أو تكرار آية معينة في الصلاة حتى يسبقه الإمام بركن من أركان الصلاة، أو إعادة الصلاة بعد الانتهاء منها عدة مرات لكون الشخص يشك في بطلانها وعدم قيامه بأدائها بالطريقة الصحيحة أو يخشى بأنه آثم ومقصر بصفة مستمرة.

الوسواس القهري هو نوع من الاضطراب النفسي وإذا أصبح مسيطراً على الشخص فعليه مقاومته من خلال عدم تكرار الفعل وتثقيف نفسه والقراءة حول الموضوع ومشاهدة بعض الفيديوهات من متخصصين على اليوتيوب، ومع مرور الوقت فإنه يعود نفسه على تجاهل القيام بالتكرار ولا يشعر بأي توتر لأن عقله الباطن بدأ في تجاهلها ويعود إلى وضعه الطبيعي.

أما الوسواس القهري الديني فيتم التخلص منه بعدة طرق من ضمنها الاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الإعراف، 200، والإكثار من الاستغفار حتى يشعر الشخص بالراحة النفسية، ولا يعيد تكرار الصلاة أو الوضوء عملاً بما جاء في الآية 286 من سورة البقرة: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، القيام ببعض التمارين النفسية والسلوكية التي تطرد الأفكار السلبية من عقله بالتدريج، وأن يعمل على مقاومة الأفكار السيئة التي تأتيه وألا يشغل باله بالتفكير فيها وتحليلها وإنما يقطع حبلها ولا يفكر فيها، ويستبدل ذلك بأفكار أخرى مفيدة.

وإذا لم تفلح تلك الطرق السابقة في العلاج فعلى الشخص أن يلجأ إلى طبيب نفسي متخصص ليشخص حالته ويعاونه في الخروج من دائرة الوسواس القهري بمختلف أنواعها بما يراه مناسباً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store