Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

هل حياة البشر متساوية ؟!

شذرات

A A
مكث شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي - يرحمه الله - يلقي العديد من الدروس في مسجد السيدة فاطمة، الواقع على الكورنيش، وذلك أثناء زيارته للمملكة قبل وفاته بعامين.

وفي سياق حديثه، أشار إلى أننا لو نظرنا إلى الحياة؛ لوجدناها غير متساوية، وأن البعض يعتقد أن فيها إجحافاً، وأن في ذلك حكمة لا نُدركها بعقلنا القاصر.

وكعادة فضيلته، يستشهد دوماً بالعديد من الأمثلة في ظل وجود شيء من الدهشة على بعض الحضور. ذكَّرني - يرحمه الله - بالسؤال الذي وجَّهه إليه أحد المسيحيين في كندا عن حال المسلمين، وما انتهى إليه الأمر من عوز وفقر وتفرّق.. إلخ، فكانت إجابته لافتة حتى للمسلمين أنفسهم، حيث قال: «حدث ذلك لأننا مسلمون ولم نكن مؤمنين...» إلى آخر الحوار الشهير في هذا المجال.

وعوداً إلى فضيلته مؤكداً: لو أعطى الله العلم للكل، ما كان للعلم قيمة، وأن من أسرار الحياة التكافل الاجتماعي، والناس يكمل بعضهم بعضاً، وحين يعطي الله المال أو يمسكه، فهو سبحانه له حكمة، وهناك مبدأ أسمى من المساواة، وهو (العدل)، والله عادل، ولهذا وزّع بالعدل لا بالمساواة، لأن المساواة تحمل إجحافاً أحياناً، ومن أُعطي المال لا ندري ما الذي أُخِذَ منه في المقابل، ولكن لو كشف الله لنا حجب الغيب، ما اخترنا لأنفسنا إلّا ما اختاره الله سبحانه لنا، وأن المحطة الأخيرة يتجلَّى فيها النصيب والرزق، حيث تتحقق العدالة، وهو العطاء الحقيقي، والحرمان الحقيقي هناك.

وفي موقف مماثل، أشار الشيخ محمد راتب النابلسي إلى السبب الذي لا يجعل الأمور في الدنيا تسير كما نريد، قائلاً: سبحان الله، لا تستقيم هذه الدنيا لإنسان يأتيه المال ويفقد الطمأنينة، تأتيه الطمأنينة ويفقد المال، يأتيه المال والطمأنينة فيفقد الزوجة الصالحة، وتأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار، كل شيء حوله على ما يرام، لكن صحته معلولة، وهكذا...

وأختم بالآية الكريمة التي وردت في سورة هود للتأمل فيها: (ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلّا من رحم ربك ولذلك خلقهم).. إلخ الآية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store