Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

يروي سفير دولة غربية، أنه قرأ الكثير عن الربع الخالي، ولاهتمامه بالدراسات الاجتماعية، قام برحلة إلى ذلك الجزء الهام في جزيرة العرب ليتعرف على طرف منه على الطبيعة، أربعة أيام أضافت إليه معرفة جديدة

A A

يروي سفير دولة غربية، أنه قرأ الكثير عن الربع الخالي، ولاهتمامه بالدراسات الاجتماعية، قام برحلة إلى ذلك الجزء الهام في جزيرة العرب ليتعرف على طرف منه على الطبيعة، أربعة أيام أضافت إليه معرفة جديدة عن الحياة والإنسان في ذلك المكان. أخجلنا، وهو يعبر عن صدمته حين اكتشف أن معظم نخبنا لم تذهب إلى ذلك المكان، بل إن الغالبية لا تعرف عنه شيئاً على الإطلاق.* تذكرت صدمة السفير وأنا أقرأ بمتعة كتاب صديقنا محمد أحمد مشاط «قصة النفط في المملكة العربية السعودية»، الذي كتبه كما يقول في المقدمة من أجل الكثيرين جداً في هذا البلد الذي تحتوي أرضه أكثر من ربع الاحتياطي العالمي من النفط الخام، ويجهلون أبجديات هذه الثروة التي منها نحصل على مرتباتنا، ونلبس من منتجاتها ونقود بها سياراتنا ونطهو على نارها غذاءنا. والكتاب لا يتحدث عن مشكلات الأسواق النفطية ولا ضريبة الكربون أو الاحتباس الحراري أو تقانة الحفر ولكنه يوفر معلومة نظرية عن أماكن وجود النفط الخام وأنواعه والاحتياطي وأشهر الحقول المنتجة ومعلومات كثيرة، اكتشف من خلال احتكاكه بالناس افتقارهم إليها، وهو أمر مستهجن، ويثير مشكلة المعرفة والمعرفة التراكمية في أوساطنا المختلفة.* يشجع على قراءة الكتاب الضرورة المعرفية، خاصة ونحن نعيش اليوم عصر المعرفة، ويسهل قراءته أنه يصدر في زمن يعزف الناس فيه عن قراءة المطولات. فالكتاب عبارة عن «برشامة» معرفية لمعلومات صحيحة، كتبه مؤلفه من واقع عيشه لسنوات داخل الشركة العتيدة «أرامكو». وعلينا أن نرحب بهذا الكتاب وأمثاله، وبالكتاب الذين أخذوا ينتجون كتباً مفيدة بعد أن استهلكنا لسنوات الكثير من الورق والحبر والمال في إنتاج الكثير من الكتب غير المفيدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store