Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نعم.. سأطلّق الشيطان!

نعم.. سأطلّق الشيطان!

بصراحة.. وأشياء أخرى

A A
كنّا ثلاثة أشخاص في مقهى ذات مساء نتجاذب أطراف الحديث، وضحكات أحدنا عالية، وصوته أجشّ، الكل يسمع ما يتفوّه به، وكنتُ أُشِيرُ عليه بأن ينتبه من إطلاق ضحكاته هكذا عبر الأثير، والمقهى بالذي فيه على وضع الصامت إلا من نظرات بعضهم التي نزلت علينا كالسياط!

بصراحة حتى صديقنا الثالث تمعّر وجهه، وفي لحظة كاد يبطش به كلامًا وتحذيرًا، استجاب صديقنا لنصائحنا أخيرًا، طبعًا أثناء ذلك، أتانا النادل وملامحه يعلوها الحزن، وبما أني قريب منه جدًا، وأحبّ أن أتحاور معه في كل مرّة أحطّ رحالي في هذا المقهى، مسكتُ يده ووشوشته في أذنه متسائلا مستغربًا تقلّب حاله هكذا فجأة، لم ينبس ببنت شفة فقط حرّك سبابته بشكل دائري مقلوب في لمحة منه أن يكلمني فيما بعد، الحقيقة أن صديقيّ يحادثاني وأنا في وادٍ آخر، المشكلة أن المقهى في ازدياد مرتاديه، لا تسمع منهم إلا دويًا كدويّ النحل، وأنا أراقب النادل دائمًا عند طاولة لا يجلس عليها إلا شخص يكلّم نفسه والنادل يهدّئ من روعه!

هنا قمت وجلست بجانبه، بعد أن رحلا صديقي.. وإذ به ينهال محدثًا نفسه بعد أن لفّ حولها يصرخ باكيًا: سأطلّق الشيطان.. كرارًا مرارًا وتكرارًا، حاولتُ مع النادل أن نهدّئ من روعه دون فائدة، وأطلق ساقيه للريح خارج المقهى، تاركًا وراءه محفظته، ميدالية سيارته فيها قلب مقلوب، وهاتفه المهشّم.

إن من بعض الزوجات وهن قليل من تكون شيطانًا في ثياب أنثى للأسف، إن العلاقة بين الزوجين أكبر وأسمى علاقة قوامها الصراحة وكلا من الطرفين يكشف أوراقه للآخر، لا نريد عبارة الزوجة غير الموفقة: أنا يا زوجي لستُ من أهلك، وكأن زوجها لا يعني لها بشيء وهي تفعل ما يحلو لها!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store