Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

فكوا (أسرهم)..!

صدى الميدان

A A
* إن من أهم ما يشغل الآباء اليوم، شأن (تربية) أبنائهم، في وقت أفرزت قنوات التواصل الكثير من المظاهر (الهدامة)، التي تضرب التربية في مقتل، ومما ينذر بالخطر هو تنبه بعض الآباء لذلك في وقت متأخر أو بعد فوات الأوان من خلال ما يلاحظونه من سلوك أبنائهم.

* فقد أصبح (الجوال) في أيدي الأطفال مظهراً عادياً، حيث (انهزم) الكثير من الآباء أمام طوفان سيادة تلك الظاهرة رغم تحفظهم على ذلك، ولكن سيادة ذلك الوضع (مجتمعياً) جعلتهم يتنازلون بل ويقومون بتأمين الأجهزة اللوحية لهم، في ظل أنهم لا يريدون أن يكون أبناؤهم أقل من غيرهم.

* في وقت أصبحت أجهزة الآباء والأمهات (ملهيات) للأبناء، يهربون بها من إزعاجهم، ولا يتبينون خطورة ذلك إلا لاحقاً، من خلال سلوكهم سواء من ألفاظهم أو حركاتهم أو ردود أفعالهم، وتصرفاتهم، يقومون بذلك (محاكاة) لما يشاهدونه، دون أن يكون لديهم الإدراك (لشناعة) ما يقومون به، في اعتقاد منهم أن الحياة كذا!

* وهذا الوصول (المحزن) في شأن حال الأبناء هو نتاج لقضائهم ساعات طويلة أمام تلك الأجهزة، يتجولون في قنواتها، ويسقط أمام أعينهم القليل من (السمين)، والكثير الكثير من (الغث) حتى دون أن يبحثوا عنه، ومن الطبيعي أن يتم بسبب ذلك (تشكيل) ذائقتهم، وأخذهم إلى حيث تربية قنوات التواصل كيفما تشاء.

* يحدث كل ذلك في غياب تام لرقابة الوالدين، وما يحصل اليوم من (تراجع) متسارع في شأن التربية، من خلال ما يظهر من سلوك، وتصرفات منافية لها، وظهور الكثير من المظاهر (المرضية) من توحد، وفرط للحركة، وضعف يقترب من (الظاهرة) لحاسة الإبصار، وتشتت.. إلخ، كل ذلك لم يكن ليحدث دون أن يكون هنالك (آلية) عالمية (مقصودة) تعمل في الخفاء؛ لتصل بالأبناء إلى حيث (غياب) دور الآباء.

* إلا أن الأمر (لمن أراد) يظل في حكم إمكانية العودة إلى حيث دور الوالدين في شأن تربية أبنائهم، يبرهن على ذلك من نجح منهم في وضع نظام صارم لأبنائهم في شأن التعامل مع تلك الأجهزة والقنوات، فلا إفراط ولا تفريط، وهي رسالة أبعثها لكل الآباء والأمهات: أدركوا أبناءكم، فما يعيشونه في ظل قنوات التواصل أمر ينذر بالخطر، بادروا (بفك) أسرهم منها؛ ليعودوا إليكم، فإنهم رغم وجودهم معكم، ليسوا معكم.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store