Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عندهم الإسلام جريمة ومنع الخمور مخالف للشريعة!!

A A
* بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022م المقامة حالياً في الشقيقة قطر تجاوزت فيها الصراعات ساحات الملاعب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث حضرت حروب الهوية والثقافات، كما أن هذه البطولة أماطت اللثام عن حقيقة تلك الدول التي تنادي دائماً بمراعاة خصوصية المجتمعات، وما يحكمها من معتقدات وقوانين وعادات.

*****

* فبداية وعندما أعلنت قطر والتزاماً بدينها الإسلامي وثقافتها العربية الأصيلة منع ظهور أي شيء يتعلق بـ(تلك الزمرة الشاذة من البشر) التي تمارس ما يخالف الفطرة الإنسانية بل وحتى الحيوانية تعالت أصوات طائفة من الدول ومسؤوليها وإعلامييها رافضة ذلك مهددة بالانسحاب من المنافسة، معتبرة أن هذا يخالف (مبادئ الحرية)؛ مع أنهم في بلدانهم يجبرون أولئك الذين يعيشون بينهم ممن يخالفونهم في المعتقد والثقافة، ولاسيما المسلمين -حتى وإن كانوا مواطنين- على الالتزام بأنظمتهم وطبيعة مجتمعهم حتى وصل الأمر لذبح حرية الإنسان في لبسه وزيّه كما هو الحال مع منع المسلمات من الحجاب وجاء هذا ليؤكد على زيف ادعاءاتهم وازدواجية معاييرهم.

*****

* أيضاً وقبل هذه البطولة كانت شعوب العالم، تحت سيطرة إعلام غرس في نفوسهم وعقولهم ومنذ القدم وجيلاً بعد جيل صورة ثقافية مشوهة عن (العرب، خاصة الخليجيين)، فـ(هم مجرد بدو لا يمتلكون أية حضارة أو قدرات، وهم أولئك المتطرفون والقساة والهمجيون والفوضويون)؛ ولكن أتى التنظيم القطري الرائع والاستثنائي للبطولة على كافة المستويات، الذي شاهده المليارات خلف الشاشات حول العالم، ولمسه الملايين من الجماهير التي حضرت إلى الدوحة من جميع الجنسيات، والتي شهدت كذلك بالأخلاق الرفيعة لـ(العرب)، وسماحتهم في استقبال واحتضان ضيوفهم على اختلاف انتماءاتهم، وأنهم قادرون على النجاح مهما كان حجم التحديات؛ لتكشف لأولئك المخدوعين الحقائق، وأنهم كانوا تحت تأثير حملات إعلامية كاذبة، وهذا أراه يفتح الأبواب والنوافذ لإعلامنا العربي لتعزيز تلك الصورة الإيجابية الجديدة.

*****

* أخيراً كان من ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لـ(البطولة) انتشار لافتات مترجمة تُعرف بالإسلام وتؤكد على وسطيته وطهارة نبيه عليه الصلاة والسلام، كما هناك دعاة له بالحكمة والموعظة الحسنة ولمن يرغب؛ ومن العجيب الغريب أنّ هذا لم يغضب الآخر المخالف، ولكن (الليبراليون العرب وحدهم) من تورمت عروقهم وارتفعت أصواتهم رافضين لذلك؛ فمنهم الذي اعتبر هذا جريمة تغذي الحالة الطائفية والدينية، وهناك الذي رأى أن منع المشروبات الكحولية (في الملاعب وساحاتها) مخالف للشريعة الإسلامية، وهكذا هم أولئك المرضى يواصلون السقوط الذي لا قاع له.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store