Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

ومن تطوع خيرًا

A A
في اليوم العالمي للتطوع تم الإعلان عن وصولنا لعدد 260 ألف متطوع ومتطوعة في المملكة في فعاليات ملتقى التطوع البلدي الأول والذي كان برعاية من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حيث أطلق وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد الحقيل فعاليات هذا الملتقى الذي نظمته أمانة العاصمة المقدسة بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع.

توقفت مليًّا عند الرقم وعدد المتطوعين والمتطوعات الذي يتزايد كل يوم مع اقترابنا من تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الوطنية الكبرى وهذه الأرقام تشمل جميع مدن المملكة وكافة الوزارات في الدولة، تستهدف في برامجها هؤلاء المتطوعين لتعزيز ثقافة العمل التطوعي والوصول للعدد المستهدف وهو مليون متطوع في 2030.

لابد من زيادة البرامج التوعوية في منصات التواصل الاجتماعي ومشاركة ذوي الاختصاص وتفعيل دور المدارس والجامعات لإقامة ورش عمل مستمرة على مدار العام في مجالات العمل التطوعي وشرح آلية وإستراتيجبات العمل التطوعي وعن الطرق الرسمية المتاحة في استثمار طاقات الشباب عبر منظومة عمل مؤسسي مقنن وتقديم الدعم والمساندة للشباب المستجدين في ممارسة العمل التطوعي بعيدًا عن استغلالهم أو تضييع أوقاتهم أو عدم توفير بيئات مناسبة للعمل التطوعي، فللمتطوع حقوق لابد من مراعاتها كما أن عليه واجبات لابد من تأديتها.

نحن بحاجة للعمل سويًّا من أجل تشكيل الوعي المجتمعي تجاه العمل التطوعي وفتح المسارات أمام الجميع ليصبحوا شركاء مجتمعيين وعبر حوكمة الأعمال ليكونوا تحت مظلة رسمية آمنة وغطاء يمنحهم كل ما يدفعهم للعطاء أكثر، من خلال بيئات عمل إيجابية.

في هذا الملتقى تم تدشين أربع منتجات تطوعية شملت منصة المشاركة المجتمعية التي من خلالها سيتم الوصول لبيان أعمال ونجاحات الموظفين، وتمييز المشاركات، وسهولة الوصول لها وأبرازها مما يسهل عمل المتطوعين ويزيد من الفرص التطوعية لهم إضافة لدليل المتطوع، واتفاقية (ولاء ون) لتقديم خدمات المتطوعين، وتدشين السترة الموحدة للتطوع على مستوى المملكة..

هذه الملتقيات تعمل بجدية لتعزيز مفاهيم وممارسات العمل التطوعي المستدام وطرح مبادرات ترتقي بالعمل التطوعي وفق رؤية المملكة 2030.

العمل التطوعي في المجتمعات الإنسانية يرسخ التواصل الاجتماعي ويحقق الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع، وسيبقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- قدوة حقيقية لكل مواطن سعودي في منهجية العمل الخيري والإنساني الذي شملت أعماله الخيرية والإنسانية والتطوعية الملايين من الناس داخل المملكة وخارجها، وفي عهده الميمون أصبح للتطوع منصة وطنية وتنوعت الأعمال التطوعية وترسخت في أذهان جميع أفراد المجتمع السعودي.

نحظى اليوم بتجارب إبداعية وأفكار متطورة لتقديم برامج تطوعية مختلفة تناسب جميع إمكانات وقدرات أبناء وبنات الوطن، قبل ما يقارب عشرين عاما بدأت مشواري في العمل التطوعي من خلال نشر ثقافة الحوار والاتصال بين الشباب والفتيات وفي المدارس ومن ثم تطوعت في توعية هذه الفئة من أخطار آفة المخدرات وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية غرس القيم السامية التي تنادي بها الفطرة السوية في كل مجتمع، وتطوعت في تنفيذ البرامج التدريبية وتيسير الفرص التطوعية للشباب وكانت هذه الأوقات التي أقضيها خارج أوقات العمل الرسمي هي الأجمل في حياتي والتي استشعرت فيها البركة الحقيقية في كل عمل أقدمه وفي حياتي الخاصة وتعلمت الكثير من الدروس والعبر وتوطدت علاقتي بالآخرين من خلال هذا العمل الإنساني الذي تقدمه بدون مقابل من أجل إسعاد الآخرين وتوفير متطلباتهم والإسهام بما تمتلك من قدرات ليكونوا أكثر عطاء وإيجابية ونظرة مستقبلية أكثر إشراقًا وانفتاحًا على الحياة ومن أجل وطن يستحق أن يكون له الصدارة في كل منجز إنساني على وجه الأرض، وسيخلد التاريخ أسماء العظماء من المتطوعين والمتطوعات الذين كانوا في عملهم قدوة للأجيال التي ستأتي من بعدهم، وأنا أقدم محاضرة بمناسبة اليوم العالمي للتطوع ترحمت على شخصيتين من رموز العمل الخيري والتطوعي في وطني هما الدكتور غازي القصيبي والأستاذ نجيب الزامل -رحمهما الله- وفي سيرتهما العطرة ما يستحق الرجوع إليها لتكون نبراسًا مضيئًا يحتذى به في العمل التطوعي الإنساني باقي الأثر حتى وإن غادروا الدنيا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store