Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

حمد القاضي.. ثراء الفكر

A A
كثير من النماذج المشرقة تستوقفك في محطات حياتك، وتسارع خُطَى الحياة بات يبحر في شريط الذكريات مداً وجزراً، ولعله بعد مضي زمناً على تلك الذكريات، إلا أنها تظل في مساحة مضيئة.

واليوم أجدني أكتب عن المهذَّب حمد القاضي، واحداً من الشخصيات المتميزة الأدبية والإعلامية، والتي جمعت بين الخلق والعلم، شعلة مضيئة متوقدة، عرفتُه وديعاً سمحاً، من الشخصيات الوطنية التي تحمل فكراً متجدداً، وتتجسَّد فيه سلوكيات وأخلاق متميزة، أنيقاً في طرحه، مقنعاً في حديثه، يُجبرك على سماعه، يتحدَّث وكأنه يقول: بأن الفكر هو الذي ينبني على أسسه «المستقبل»، قصة تطول تفاصيلها، وذكرى من ماضِ جميل، أستعيد كثير من ذكرياتها، وأمامي كثير من الكلمات ما قد توصف هذا الرجل.. ومن حق الكتابة أن تقول بأن النفس كانت ولازالت ترتاح لك.. نعم، يعيش في هذه الحياة أُناس يُكرِّسون حياتهم بأخلاقهم لمن حولهم، لا تملك إلا أن تُحبّه وتحترمه، وتسمع له حميد السجايا، وأتذكر علاقة الأستاذ الحبيب حمد القاضي بالدكتور عاصم حمدان -رحمه الله رحمة الأبرار والصالحين- وقد كتب عاصم مقالاً بديعاً كان عنوانه: «حمد القاضي.. الرائد الذي جمع بين أدب الحرف وأدب النفس»، قال فيه: (إذا ذُكِرَ الأدباء وأرباب الكلمة الذين جمعوا بين أدب الحرف وأدب النفس، فإن الأستاذ حمد القاضي يأتي في مقدمة هذه الفئة، التي أكرمها الله بجملةٍ من السمات، التي تجعلهم قريبين من نفوس الآخرين، ومهيّئين لحمل رسالة الحب والسلام في المجتمع، وحمد القاضي من الرجال الذين سوف يفسح لهم التاريخ -بين مجايليه- مكاناً كبيراً وأثيراً ومتميزاً)..

ذكريات جمعتني بهذا الأنيق حمد القاضي، وفي كل مرة كان يزيد رصيد معرفتي به أدباً وخلقاً وتجربةً، وهو من أولئك القلة الذين يسكنهم الحب والوفاء ولا يقل رصيدهم الإنساني، إسهاماته في الكتابة الثقافية والأدبية لا تغيب، وقف على ناصية الكلمة، وكان لصوت مفرداته العبور، الذي يمكن وصفه بتسلُّل خيوط الفجر إلى النوافذ العتيقة المنسدلة الستائر، وكُنَّا نُتَابع المجلة العربية -والذي كان حمد القاضي يرأس تحريرها- بشغفٍٍ وحب، وكأنها ميلاد يُشبه تحليق الفراشات حول الضوء، وأدت دورها الأدبي والثقافي والاجتماعي، رحلة ذات قيمة تستحق كل تقدير، ويعجز القلم أن يخط ما يمكن للكلمات أن تُعبِّر عمَّا يستحق هذا المهذب، ومحطاته الأدبية والإعلامية والثقافية، وإنني لأكتب هذه السطور المتواضعة تعبيراً عن الصداقة والمودة التي جمعتني به.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store