Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

العرب قادمون.. والصين شريك إستراتيجي

A A
بقيادة سعودية تلفت أنظار العالم اختتمت فعاليات القمم الثلاث التي شهدتها العاصمة الرياض التي ترسم معالم العالم الجديد ومستقبل البشرية على كوكب الأرض، وكان الختام مسكًا بكلمات للتاريخ تفوه بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والذي قال: (نؤكد للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى وسوف نثبت ذلك كل يوم).

إنه عصر جديد تكتبه القيادة السعودية للمنطقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- والذي استقبل الرئيس الصيني في قصر اليمامة وليبارك توقيع الاتفاقيات التي تؤكد على الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ست اتفاقيات يشهدها ولي العهد شملت خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية، ومذكرة للتعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية، ومذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية وأخرى في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، وخطة عمل لتفعيل بنود مذكرة التعاون في مجال الإسكان.

الرياض خلال هذه الأيام توجهت اليها أنظار الشعوب وهي تخطط وتنفذ قمم تعزيز التبادل بين الحضارات ولتؤكد للعالم بأن هناك مفاهيم مشتركة في الاعتدال ومواجهة المتغيرات، لتعلن المملكة بأن التوافق في الحوكمة والتنمية والأمن والحوار الحضاري من أبجديات العمل المشترك في هذا العصر.. ولتشارك المملكة خططها دول الخليج والدول العربية من أجل مستقبل أكثر تميزًا وإشراقًا خليجيًا وعربيًا ولأن الدول العربية تعد من أهم موردي الطاقة للصين.. هاهي معالم الشرق الأوسط الجديد تظهر للعيان من خلال التفاهم والتعاون مع الشرق لترسيخ دعائم الأمن والرفاهية لشعوب المنطقة ومن أجل بناء مجتمع عربي صيني للمستقبل المشترك.

الأرقام دومًا تتحدث بمصداقية وشفافية عالية ومن خلالها نرصد الواقع ونستحضر الحقائق الموثقة ولتؤكد دومًا على حنكة القيادة الحكيمة ونستلهم منها مشاعر الفرح بمنجزات المستقبل القريب للوطن والمواطن وللمنطقة بأسرها، بلادنا اليوم تسير بخطى واثقة ومدروسة بدقة عالية جدًا، والأرقام ستكون حجة المملكة فيما وصلت اليه اليوم من القدرة على تعزيز القوة الخليجية والعربية المشتركة ووحدة الرأي والايمان بأهمية العمل المشترك، المملكة تقود حراكًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا بخطط استراتيجية محوكمة ومقترنة بمؤشرات أداء ترصد من قبل خبراء في التخطيط والحوكمة والتميز المؤسسي وكل هذا يوثق بنتائج مبهرة تشاهدها العين وينصفها الحكماء من أبناء كوكب الأرض.. المملكة اليوم تبحث عن موقع لها في الريادة العالمية بهمة عالية وإيمان عميق بقدراتها وإمكاناتها ومواردها وبما استثمرته في عقول أبنائها وبناتها يعملون بجدية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة بكل مرونة واقتدار.

زيارة الرئيس الصيني للمملكة خلال هذه الفترة التاريخية الحاسمة في مستقبل الشعوب تعطي رسائل إيجابية لوضع نماذج نجاح من التعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك للدول النامية، ودعم المصالح الجوهرية لبعضهما بثبات ودعم الحفاظ على سيادة كل جانب وسلامة أراضيه، وبذل الجهود الحثيثة للدفاع عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وغيره من قواعد القانون الدولي والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية.

الصين تعد منذ قديم الزمان مضرب الأمثال في الحكمة ومهد الحضارات وقالت العرب قديمًا (اطلبوا العلم ولو في الصين) وما نشهده اليوم من تجديد الشراكات مع هذه الحضارة العظيمة رسم خطوطها العريضة حكام المملكة العربية السعودية على مر السنوات، وفي العهد الميمون الذي نعيشه اليوم نعلم يقينًا أن الملك سلمان له رؤية ثاقبة في مجال الثقافة والفكر الإنساني، وقبل خمس سنوات تشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله- مقرها في جامعة بكين لتكون أحد جسور التواصل الحضاري بين الثقافتين: العربية والصينية، ودعم التبادل بين السعودية والصين.. وقصص نجاح طلابنا وطالباتنا المبتعثين والمبتعثات لتلقي العلم في الصين قصص مسطرة بمداد من نور.

هذه القيادة تستثمر كل طاقاتها لصناعة المستقبل بأيد سعودية والعقل والفكر السعودي هو من يقود المرحلة الحرجة اليوم في تاريخ البشرية للعبور نحو المستقبل، فبوركت الهمم العالية والتي منها نستمد وقودًا حقيقيًا لا يعتمد على النفط فقط لصناعة المجد بل يبهر العالم كل يوم بأفكار جديدة ورؤى وتطلعات مستقبلية وسيبقى سمو ولي العهد القائد الملهم الذي نثق بفكره ورؤيته المباركة ونحتفل معه كل يوم بمنجز سعودي يبهر أنظار العالم.. ودامت أيام العز والمجد والإنجازات لوطن يعانق السحاب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store