Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

الذكاء التوظيفي

A A
يعتمد تطبيق (التيك توك) على واجهة مصمّمة بدقّة عالية تكون المقاطع فيها مدفوعة بالخوارزميّات، التي تسجّل النّشاط الفردي للمستخدم؛ الحسابات الجديدة، الموضوعات الشّائعة التي يتابعها، عوامل التّفاصيل الدّيمغرافيّة والنّفسيّة كالبلد واللّغة والمقاطع التي تفاعل بالإعجاب أو التعليق عليها، وهكذا يتعرّف (الذّكاء الاصطناعي) على سلوكه واهتماماته، ثمّ يخصّص له المحتوى الذي يناسبه ويعرضه تباعاً بشكل متواصل، ليضمن إبقاءه متصفحاً للتّطبيق -وهو فاغرُ فاهُ- أطول مدة ممكنة!!

كثيرة هي المواقع التي أنشئت لغرض توفير الفرص الوظيفية، مثل: جدارة، طاقات، هدف، لكن عملها ونتائجها رغم الثورة التقنية الهائلة، لا ترتقي للمأمول منها، ومن المؤسف أن يعتمد تطبيق ترفيهي مثل (التيك توك) على (الذكاء الإصطناعي) لحلب جيوبنا، فيما لا تعتمده مواقع حيوية لتلبية احتياجاتنا!

كل السبل متاحة أمام «الموارد البشرية» لإيجاد فرص عمل مناسبة وكافية لأبناء الوطن، خاصة وأن حكومتنا الرشيدة لم تقصر معها بداية بسن المواد النظامية التي تنظم وتضمن -فيما لو طبقت بأرض الواقع- عملية حصر الوظائف الشاغرة وبيانات الراغبين بالعمل وطرق توظيفهم، ومروراً بالسلطة القوية التي تملكها فرق التفتيش والتوظيف والميزانيات الضخمة لبرامج التوطين والسعودة، وانتهاء بالدعم الشعبي اللامحدود الذي سيؤيد كل خطواتها وإجراءاتها الهادفة لإحلال أبناء الوطن المؤهلين بدلاً من الأجانب.

لذلك أقترح أن تغير «الموارد البشرية» طرق التوظيف البدائية، وتنشىء تطبيق (التوظيف) الذي يعتمد على واجهة مصمّمة بدقّة عالية تكون المقاطع فيها مدفوعة بالخوارزميّات التي تسجّل النّشاط الفردي للعاطل؛ لترصد يأسه الشديد من شهاداته ودوراته المكدسة، وترصد كافة الهيئات العامة أو الشركات الخاصة التي حاول مراراً التوظف بها، وهكذا يتعرّف (الذّكاء التوظيفي) على احتياجه واهتماماته، ثمّ يخصّص له الوظيفة المناسبة، ليضمن إبقاءه -وهو يبتسم فرحاً- متصفحاً مستقبله المشرق أعواماً مديدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store