Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

المخدرات.. والترفيه!!

A A
في زمنٍ مضى يتذكَّر مَن تجاوز الخمسين كيف كان زمن الترفيه - في وقتٍ كان يُقال له «الصحوة» - يختطف الكثير من شباب الوطن عبر الرحلات الترفيهية؛ لكي يُغَرَّر بهم؟.. مع الأسف لم يكن لدى الأسر «حسٌّ أمني» لإيقاف عبث؛ أوصل أبناءنا لأن يعودوا - بعد رحلة ترفيه؛ كانت تُسمَّى «جهاد» - كقنابل موقوتة إلى وطننا؛ الذي عانى - حينذاك - من ترفيه المتفجرات.. ومَن لم يجد ترفيهاً من هذا النوع بوقت الصحوة، وأُغلقت الأبواب حوله، وجد طريقاً للمخدرات أو العُقَد النفسية أو المشاكل الأخلاقية - إلا من رحم الله -.

الآن، نحن نمر بصحوةٍ تصحيحية، لإعادة الأمور إلى نصابها، قد لا تعجب البعض، ولكنها تحظى بتأييد غالبية المجتمع، خاصةً فئة الشباب، الذين هم عماد المستقبل. الآن تُعاد صياغة المجتمع، بوضع الأسس والقواعد في كل شيء، وعندما نتوحَّد نحو التفكير والتطوير، سنتغيَّر للأفضل، وإن كانت هناك بعض السلبيات فستزول؛ بعد أن تزول جبهة مَن لا تتغيَّر أفكاره مع الزمن.

مع الانفتاح الكبير نحو المستقبل، أصبح الشباب والشابات في دائرة الوعي الكبير، والحصانة المطلقة ضد المعتقدات التي أضرَّت بنا، إلا أن أعداء الوطن يحاولون إغراقه في وحل المخدرات، للإضرار بالصحوة الشبابية المنفتحة نحو التطوير ونبذ الماضي، والتأقلم مع النجاح الذي أصبح جزءاً من هذا الوطن.

المخدرات الآن؛ هي العقبة الوحيدة التي تسلكها بعض المنظمات الدولية لإفشال المجتمعات، ولكن مع القدرات الفذة لرجال أمننا بقطاع مكافحة المخدرات، نصحو ونمسي كل يوم على إنجازٍ جديد، وفشل طُرق تهريب أو ترويج للمخدرات بكافة أنواعها.. أرقام مُبهرة لهذا الجهاز الرائع بقيادة اللواء محمد القرني، ومجموعة فذَّة من مساعديه والقيادات بمختلف المناطق، لحماية عقول شبابنا.

المكافحة، كفاح يطول كل يوم، بل كل ساعة، فهؤلاء الرجال يُسابقون الزمن لدرء الألم عن كل بيت.. فلربما يقترب من شبابنا إغراء المُروِّجين بوسائل شيطانية، لاستغلال فراغ الأبناء عندما تنشغل عنهم الأسر والمجتمع.

*****

الترفيه البريء يشغل وقت الشباب عن أضرارٍ كثيرة داخل الأسرة والمجتمع، ويُقلِّل من الانحرافات.. ويحمي المجتمع أيضاً من الأفكار الهدَّامة، وهناك فرقٌ كبير بين الترفيه - الذي يشغل أوقات الشباب بما يُفيد - والفراغ الذي يمنح الوقت غير المُفيد لشياطين المخدرات؛ للقضاء على كل ما هو جميل في عقول شبابنا.. فشكراً لكل وطني يعمل بهذا القطاع، فهو الحصن الحصين للوطن وشبابه.

أتمنى أن يكون لقطاع مكافحة المخدرات معرض أو فعاليات خاصة «في موسم الرياض»؛ للتوعية بأدواره الهامة في المجتمع.. وكذلك «في ملاعب كرة القدم»، التي تستقطب الفئة الأكبر من شباب الوطن، لتكون تلك الفعاليات أو المعارض بمثابة تكريم لهؤلاء الأبطال؛ وتوعية أبنائنا.

* ومضة:

المخدرات تمنحك الوهم، ثم تفتح عليك باب الحسرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store