Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

معرض جدة للكتاب

A A
حقيقةً، كان معرض جدة للكتاب -والذي أقيم بسوبر دوم، ونظَّمته هيئة الأدب والنشر والترجمة- صفحة من صفحات الإبداع، ومصدر إشعاع حضاري بمشاركة أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، وقدَّم من خلال البرنامج الثقافي باقة مليئة بالفعاليات والأنشطة الثقافية الثرية في مختلف فصول الأدب والمعرفة والعلوم، ولا شك معارض الكتاب لها دور ثقافي تضطلع به في ظل السياق والمشهد الحضاري والفكري والثقافي الذي تعيشه المملكة، ووجود 900 دار نشر يُعدُّ بمثابةِ نقطةِ الانطلاق نحو تطوير وتعزيز قطاع النشر، لما يُقدِّمه من فرصةٍ مثاليةٍ لبناء وتعزيز العلاقات بين الناشرين، ودائماً في عروس البحر تتجدَّد علاقتنا بمعرض الكتاب فرحاً يغزل لنا أفراحه فوق خطوط الفجر، التي تتسلل إلى منافذ بيوتنا كل صباح، ليضع مكعبات السكر في كوب القهوة الساخن، وفوق سطور نشرات الأخبار الصباحية، ويُغلِّف أمانينا في يومنا الجديد الذي نتمناه دائمًا أحلى من مكعب السكر، ليسمح لمزيدٍ من الفرح أن يمتد إلى جميع الزوايا الجغرافية، فتُصبح التوقعات أجمل بكثير، وكانت مواعيد الزيارات للمعرض صفقة مع الفرح، فالغياب ممنوع، والأعذار حملت أمتعتها ورحلت، والفرح يبدو أنه قرر أن تطول إقامته بيننا، وألغى كل مواعيده المؤجَّلة، لأنه كان على موعد مهم مع هذا الفرح الذي يُشبه سيمفونية فيها الحكايات المشبعة والأحاديث الصادقة، التي تُشبه أيضاً تحليق الفراشات حول الضوء، لترى تسلل الفجر إلى النوافذ العتيقة.

أكثر من 100 فعالية كانت فيها الجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية، وحديث الكتاب الذي يجمع القُراء بنخبةٍ من المؤلفين والكتّاب المفضلين، وورش العمل، التي تستضيف مجموعة من المتحدثين السعوديين والدوليين في مختلف المجالات، وتخصيص منصات لتوقيع الكتب، وكان ركن المؤلف السعودي يشمل أكثر من 400 عنوان للمؤلفين، وتوفرت أجنحة للكُتب الصوتية، والمكتبة الرقمية، والكتب الصامتة، وجلسات ومناطق للقراءة، ومقاهٍ تجمع عشاق الكتب، والخيال العلمي، والجداريات، ومؤتمر النشر الرقمي الأول من نوعه في المملكة، نعم كانت جدة مشرقة بهذا المعرض.

* رسالة:

هذا «المدني» الجميل؛ المُميَّز بثقافته الاجتماعية، ما حل بمدينة قط إلا وأصبح جزءاً من ذاكرتها ونسيجها العام.. فلقد قصد مكة المكرمة طالباً، فغدا خلال سنوات معدودة خبيراً بأهلها وشعبها وحكايات رجالها، فإذا ما قرأت «أشجان الشامية» ظننته ذلك الأنيس الذي افتقده الشاعر في الزمن القديم بين «الحجون» و»غيلم»، ذلك الأنيس الذي لفحته مكة برياحها، فامتزجت رجولة أهل مكة، ودماثة أهل طيبة.

محمد صادق دياب

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store