Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

جاكم (المطوع)..!

صدى الميدان

A A
* سأتجاوز مسمى (مطوع)، اللفظ الدارج، والمتعارف عليه إلى حيث ذلك التفاعل الكبير، الذي حصل عليه ذلك المقطع لرجل ملتح (مطوع) يلعب مع أطفاله على (السكوتر) ، معبراً عن مشاعر سعادة هي مفاجأة عند من يجهل حقيقة (المطوع) أو ذلك الذي لديه صورة ذهنية عنهم كأناس متجهمين أو بمعنى أدق (جادين) في حياتهم إلى تلك الدرجة التي أثارت الغرابة لدى البعض من ذلك المقطع.

* أما من يخبرهم عن قرب، ومن تعامل معهم، ورافقهم في حلهم وترحالهم، فمن المؤكد أنه لم يجد في ذلك أي مفاجأة، بل سره ذلك التفاعل، الذي جاء في غالبه مؤكداً على حقيقة تلك النفس (الطيبة)، التي تعيش السعادة بكل تفاصيلها، كأجمل ما تكون (المشاعر)، وإنني لن أضيف جديداً عندما أقول إن من حمل في قلبه نبراس هداية من قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فلاشك أنه سعيد.

* فيما تظل الإشكالية لدى البعض أنه يحتفظ بصورة نمطية تجاه شخص ما، رسم تلك الصورة، وتبناها بناء على ما نقل له، وليس عن تجربة، ومعايشة لها، وهذا ما يجعل الحكم تجاه ذلك الشخص مجانباً للصواب، وفيه تجنٍ كبير تجاهه أو أنه عايش تجربة مع (شخص)، وبناء على ذلك (عمم) إخفاق تلك التجربة أو ذلك الموقف على الجميع، وهذا ما يؤكده من تبنى ذلك ثم تفاجأ بأن الواقع يختلف اختلاف الحق عن الباطل.

* وهو واقع نعاني منه في شأن علاقاتنا الاجتماعية، والتسرع في الحكم على الآخرين بناءً على أحكام (معلبة) مسبقة، دون أن يكون لنا أي جهد من (التثبت)، ذلك التثبت الذي كم نحن في حاجته في ظل (الهجمة) الواسعة لقنوات التواصل، ورواج (الإشاعة)، التي أصبحت تشكل (الانطباع) الجمعي كيفما تشاء، وتسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ترجيح كفة (الحب) أو (الكراهية) تجاه الآخر، هكذا وبما يشبه (التنويم المغناطيسي)، حتى وإن كان واقع فلان من الناس ينافي ذلك جملة وتفصيلاً. * فأن تحكم على شخص دون أن تعرفه أو أن تعمم تجربة (صادمة) مع شخص على أنها قاعدة تنطلق منها في تقييم الآخرين، فأنت هنا في أشد حاجة إلى أن تتوقف عند الثلاثة أصابع، التي تشير إليك، في ذات الوقت الذي تشير فيه بأصبع واحد إلى الآخرين.

* عندها ثق أنك ستخلص إلى درس هام سيباشر أثره في كون الإنسان (اجتماعي) بطبعه يعيش ويتعايش يغذيها دوماً بوقود لا ينفد من ملكة (البينة)، تلك البينة التي (تنصف) الآخر، كحق له عليك، عندها مؤكد أنك ستقرأ ذلك المقطع الآنف الذكر من زاوية (إيجابية)، ستزيل بدون شك كل علامات التعجب، التي تتعاطى مع شخصية المطوع بما يناقض واقعه، الذي يؤكد على حقيقة: كم هو سعيد!، تلك الحقيقة التي صودرت بكل أسف تحت تأثير قديم مجحف من: (جاكم المطوع) رغم وجوده (الحياة).. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store